الدكتورحمودالعودي :الحل الفاصل والوحيد هو وجود مشروع وطني جماعي اجتماعي يقلب الموازين ويجعل من السياسية تابعا لا متبوعا وانه على كل من يحكم اليمن ان يعي ان الشراكة السياسية وعدم الالغاء والتهميش هي الطريقة المثلى والاسلم لمن يريد ان يحكم اليمن
في اطار البرنامج الثقافي للعام 2009م لمركز دال للدراسات والانشطة الثقافية والاجتماعية اقيمت اليوم الاحد 22/11/2009م بمقر المركز فعالية المركز الاسبوعية والتي كانت بعنوان ((الوحده اليمية –كيف ندخل العقد الثالث- قراءة نقدية))للباحث السوداني الشيخ /الطيب بشيررئيس حزب ألامة السوداني فرع اليمن
بداء الشيخ الطيب حديثه بمقدمه رائعة حول الوحدة اليمنية باعتبارها انجاز وطني قومي عربي كبير وصفها بانها الصفحة البيضاء الوحيدة في كتاب الامة العربية في القرن العشرين وقال ان الوحدة اليمنية درع ووعاء لكل اسهام وطني من ابناء اليمن والامة العربية الا من ابى,وان الوحدة اليمنية اساسها متين وعضمها قوي حتى وان وجدت بعض الجراح والاخطاء في الجسم الخارجيوقال الشيخ /الطيب بشير انه من المفترض ابعاد الوحدة من دائرة الصراع السياسي باعتبارها انجازا لكل ابناء الوطن ,وانها بالرغم من كونها كذلك الا ان الوحدة اليمنية لم تستوفي حقها على المستوى الفكري والثقافيوانتقد الشيخ الطيب بشير قصور الفهم لدى الكثيرين عن الوحدة اليمنية واهميتها وصعوبة تحقيقها وقال ان الكثيرين لم يفهموا ان الوحدة واجهت صعوبات كثيره وانها اول تصدع في جدار الاستعمار وانها نفذت باعجوبه من القطبية الاحادية وانه الا الان لم تتاح الفرصه للوحدة اليمنية ولم تتمكن من صنع فرصة لنفسها في اثبات انها قدوة للامة العربيه والاسلامية كما اكد الطيب ان المثقف والسياسي اليمني لم يستوعب دوره في حماية الوحدة وواجبه في الدفاع عنها واستغرب الطيب عدم وجود مركز دراسات خاص بالوحدة اليمنية يهتم بدراسة ابعادها ومشاكلها وتطوراتها وقال ان من المفتلارض وجود مرصد تابع لمركز دراسات الوحدة يهتم برصد شئون الوحدة والاحداث المتتالية وبشكل يومي على حد تعبيرهوفي الندوة تسائل الشيخ الطيب بشير وقال هل استطاعت الوحدة اليمنية ان تكون مشروع اغراء لمن حولها من البلدان العربيه والاجنبية ودول عدم الانحياز وخاصة بالنسبة للاخوة المتناحرين في فلسطين التي من المفترض ان تشكل لهم مصدر الهام كبيرللتوحد ونبذ الفرقة ,وتسائل ايضا هل استطاعت الوحدة ان تخلق لنفسها فناء داخليا واقليميا وهل استطاعت خلق الكادر السياسي الواعي باهميتها ,وتسائل ايضا من اين استمدت الوحدة اليمنية مناعتها واجاب عن سؤاله ان شعور الساسة بالخطر يجعلهم يستخدمونها في اللحظات الحرجه وان ايجابيات الوحدة ينتجها الشعور الوطني في الاوعي العربي
اخيرا طرح الشيخ الطيب بشير تساؤله الهام وهو كيف يجب على اليمنين ان يدخلو العقد الثالث للوحده ؟ وقال انه يجب ان نستفيد من اخطائنا في العقدين الماضيين وان الوحدة دخلت مرحلة الشباب بعد عشرين عاما وانها اصبحت اكثر نضوجا وعليه يجب ان ندخل بها العقد الثالث برؤية جديدة اكثر وضوحا وجدية ,رؤية تحافظ على الوحدة كانجاز خالد صحيح من الجراح والاخطاء وان نتخلى عن العقلية القديمة في النظر للوحدة وان نعمل على ترسيخ ثقافة الوحدة وايجاد وحدة اجتماعية تجانسية الى جانب الوحدة السياسية
واختتم الطيب الندوة بالعديد من التوصيات والمقترحات التي من شانها الحفاظ على الوحدة وتقويتها وتصحيح مسارها والدخول بها في بداية العقد الثالث الى افاق اكثر وضوحا ومشاركة بين الحاكم والمحكوم:-
بعد ذلك فتح باب النقاش وتحدث الاستاذ الدكتور عبد الاله ابوغانم والذي اكد على ضرورة ايجاد وعي مجتمعي باهمية الوحدة اليمنية وقال انه تقع على عاتق المفكرين والمثقفين اليمينيين مسؤلية نشر ثقافة صحيحة خالية من التعصب عن الوحدة حتى لو تطلب الامر خروجهم الى الارياف والمجتمعات المغلقة لتحقيق هذه المهمه الوطنية أما
الدكتور عبدالله معمر كان له راي حول الوحدة اليمنية حيث قال ان الوطن يمر الان بمرحلة صعبة واننا ندخل ان لم نكن دخلنا نفقا مظلما وتحدث عن معاناة جيل ماقبل الوحدة من الاحداث والحروب واثار التشطير وانه لم يشعر الجيل الحالي باهمية وفوائد الوحدة كما استشعرها الجيل السابق الذي لمس بيدة تلك الماسي والمعاناة
واظاف الدكتور عبد الله معمر انه كان يجب علينا ان نسال انفسنا بعد الوحدة كيف نحافظ على هذا الانجاز لانه من السهل على الانسان ان يخلف ابناء لكن المهم هو كيف يعمل على رعايتهم والاهتمام بهم على حد تعبيره
من جانبه قال الاستاذ/ احمد هزاع ان الوحدة اليمنية ليست من صنع الزعماء وانما من صنع الشعب الذي التف حول الوحدة وايدها وعمل على دعم كل الافكار والتوجهات الوحدويه
الاستاذ /سمير مريط قال بان الوحدة السياسية كان لا بد من تدعيمها بوحدة ثقافية واجتماعية تعمل على خلق هوية مشتركة وثقافة واحدة لكل ابناء المجتمع وقال ان تحقيق الوحدة السياسية لم يكن لوحدة كفيل بان يجعل المواطن في الجنوب يفهم ثقافة المواطن في الشمال والعكس وان ذلك كان يستلزم وجود اختلاط بشري واجتماعي بين جميع ابناء الوطن وانه كان على الدولة المساعدة على انشاء وتقوية تلك العلاقات وأختتمت المداخلات بكلمة رئيس المركز الاستاذ الدكتور حمود العودي حيث طرح طرحا اجتماعيا مميزا قال فيه ان اليمن يفاجاء العالم باستثنائات غير عادية وفي اوقات وضروف غير عادية حيث ان الثورة اليمنية قامت مباشرة بعد حدوث الانفصال الماساوي بين مصر وسوريا عام 1961م كما ان طرد الاستعمار من جنوب الوطن ورحيل اخر مستعمر حدث مباشرة بعد نكسة 67 بل ان ثورة 48 في اليمن ايضا اتت في مرحلة وضروف استثنائيه, وقال انه ربما هي الصدف التي تجعل من اليمن يصدر الانجازات في اوقات الازمات لكن الصدفة ليست من يجعل شعبا عضيما كالشعب اليمي يسطر هذه الانتصارات ولكن ربما لان اليمن عادة ما تكون خارج اطار السلطة المطلقة التي تتحكم في المنطقة والعالم
واضاف الدكتور العودي ان اليمن لا يمكن ان ينتصر فيها احد على احد انتصارا حاسما وان يستطيع ان يلغي الاخر مهما يكن وانه لا يمكن ان يكون هناك فرعونا في اليمن يخضع الجميع لسلطته وارجع العودي السبب في ذلك الى ان ندرة وقلة موارد هذا البلد وطبية وصفات ابنائة القائمة على الندية والتكافؤ هي ما يمنع وجود مثل هذا النظام التسلطي وحتى ان وجد فهي تعمل على عدم انجاحه واختتم الدكتور حمود العودي مشاركتة بالقول ان الحل الفاصل والوحيد هو وجود مشروع وطني جماعي اجتماعي يقلب الموازين ويجعل من السياسية تابعا لا متبوعا وانه على كل من يحكم اليمن ان يعي ان الشراكة السياسية وعدم الالغاء والتهميش هي الطريقة المثلى والاسلم لمن يريد ان يحكم هذا البلد
وفي ختام الندوة اجاب الشيخ الطيب بشير على اسئلة المتداخلين واوضح بعض النقاط التي اثارها الحاضرين وشكر المركز وادارته وتم بذلك اختتام فعاليات المركز على ان تستانف بعد اجازة عيد الاضحى المبارك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق