عزيزي الاستاذ علي الجلعي الاكرم
تحية من الاعماق وشاكر تعاونكم سلفا اليكم مقال كتبته وانا مقهور على حالي وحال اليمن ارجو ان ينال استحسانكم وان تحاولو نشره قدر المستطاع ولكم كافة الصلاحية في التعديل والحذف
تقبل تحياتي
بقلم :سمير احمد مريط 17 12/2009
صدرت ليلة الثلاثاء الماضي توجهات وزير الداخلية اللواء الركن/مطهر رشاد المصري إلى كل أقسام الشرطة بأمانة العاصمة بالقبض على كل شخص يتواجد خارج منزله بعد منتصف الليل , ونحن كمواطنين لا نعرف متى صدرت هذه التوجيهات – السرية على ما اعتقد- ولا ندري ما أهمية هذا مثل هذا اللإجراء ولا لماذا لم يتم إبلاغ المواطنين بان هناك حظر تجوال , كل ما أعرفه أننا عادة ما نتوقف عن التفكير في المبررات والأسباب عندما نسمع مصطلح اجرائات أمنية , وربما نلتمس العذر لوزارة الداخلية ورجال الأمن في اتخاذ مثل هذا الإجراء المفاجئ لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين.
لسؤ حظي - وحظ الكثيرين من المواطنين أمثالي – أنني كنت خارج منزلي في إحدى المقاهي بمدينة حدة السكنية في هذا الوقت وتفاجأت برجال الأمن وهم يقودونني إلى سيارة البوكس انا ومجموعه أخرى من الأشخاص الذين القي القبض عليهم وهم مارين في الشارع وبعضهم قبض عليهم من محلات الانترنت او بقاله واحد الأشخاص قبض علية أمام منزل إحدى القيادات العسكرية بالمنطقة اتضح فيما بعد انه من أفراد القوات المسلحة وانه احد حراس الشخصية العسكرية,
حاول احد المقبوض عليهم استخدام هاتفه السيار فقال لنا الضابط محذرا أن من سيحاول لمس هاتفه السيار فانه سوف يصادر وربما يرمى إلى الأرض
وصلنا إلى قسم شرطة مدينة حدة السكنية وكان أول إجراء اتخذه رجال الأمن هو مصادرة هواتفنا النقالة جميعا ومصادرة كل متعلقاتنا الشخصية – ماعدا المال – وسجلوا أسمائنا وعددنا الذي بلغ أكثر من خمسة وأربعين شخص كان من بينهم طفل يبكي سمعت أنهم احضروه من محل والدة الخضري لكن الضابط أفرج عن ذلك الطفل فورا ولام الذين احضروه
أدخلنا رجال الأمن او بالأصح حشرونا جميعا في زنزانة القسم ونحن جميعا مذهولين مستغربين نتساءل عن سبب وجودنا , بعد أكثر من ساعة ناديت الضابط وعرفته بنفسي أني ناشط حقوقي وأخبرته أن الذي افهمه أن من حقنا أن نعرف أولا لماذا نحن هنا وان من حقنا ثانيا أن يجري كلا منا اتصالا هاتفيا ليخبر أهله عن مكان احتجازه وتوقعت أن يخبرني ذلك الضابط أننا موجودون تحري واشتباه يقل فقلت له إن كان وجودنا هنا تحري فأرجوك تأكد من هوياتنا خاصة وان الأغلب يحملون بطائقهم معهم لكن مع الأسف لم يخبرنا الضابط بسبب وجودنا وقال أنهم تلقوا تعليمات بان يحضروا كل من يجدوه خارج منزله وانه يتواجد في الشارع بعد من منتصف الليل إلا (الطراطير) على حد تعبيره وان كوني احد ناشطي حقوق الإنسان لا يخرجني من هذه الدائرة.
ضل الجميع واقفين طوال الليل احتراما للوطن وتقديرا لحجم الزنزانة الذي لا يكفينا إلا ونحن كذلك وانتصرنا الصباح بفارغ الصبر حتى جاءت التاسعة صباحا وقد أصبح الجميع يضجون ويصرخون مستنكرين احتجازهم دون أن يعرفوا لماذا وماهي تهمة كلا منهم ,عندها جاء رجال الأمن البواسل يتقدمهم قائدهم المغوار وفي أيديهم العصي والهراوات وبكل جرأه ضربوا بعض المسجونين بالعصي وقطعة من خرطوم للمياة ظنا منهم ان ضرب البعض سيكون عبرة لغيرهم وفعلا كان ظنهم في محله. حقيقة أنها أول مرة ادخل فيها قسم شرطة مسجونا وقد تفجرت لدي مشاعر كثيرة وكبيرة وانا ارى كرامة المواطن اليمني تغتصب أمام عيني وتألمت كثيرا شعرت أني بحاجة أن اشكوا همي وحزني إلى الله أنا وغيري من الموجودين فطلبنا منهم أن يسمحوا لنا بأداء صلاة الظهر فرفضوا السماح لنا بأداء الصلاة من يوم دخولنا إلى يوم خروجنا فكنا ندعو الله أن يغفر لنا ولمن منعوا خمسين شخصا من أداء أكثر من عشرة فروض وحسابهم وحسابنا على الله تعالى.
بعد غروب الشمس اتضح لنا أننا محتجزين اشتباه وتحري وطلبوا منا ملئ استمارة تعريف صرفت لكل شخص وطلبوا ايضا اثنان اشخاص وتوقيع عاقل الحارة ليعرفوا بكل محتجز ومن الغريب أنهم لم يسمحوا لنا بان نجري مكالمات هاتفية حتى نخبر أهلنا أننا على قيد الحياة وأننا بحاجة إلى شخصان معرفان.
بعدها بدأت المفاوضات - السرية نوعا ما - حتى منتصف الليل بدأت بمبلغ ألفين ريال لكل من يريد أن يخرج وفعلا أطلق سراح البعض وانتظر الأغلب إلى صباح اليوم التالي وبعد خمسة وثلاثين ساعة سمح لنا بالاتصال لطلب النجدة - من الأهل طبعا وليس من شرطة النجدة- فاتصلت بالأخ رئيس منظمة سجين وأخبرته بمأساة طويلة لا يتسع المكان لذكر تفاصيلها واستطعنا الخروج بعد إحضار الضمانات الكافية وبعد أن عرفنا ماذا يعني ان تدخل قسم الشرطة
أخيرا لدي سؤال أوجهه للأخ وزير الداخلية الذي أكن له كل احترام وتقدير لتاريخه المشرف ولجهوده الكبيرة في حفظ الأمن والسلم العام , وأيضا لكل الشرفاء من أبناء الوطن وعلى رأسهم إخواني من رجال الأمن
هل من الضروري لحماية أمن اليمن أن نهدر كرامة اليمنيين أم انه بالإمكان أن نحافظ ونحمي على امن اليمن وكرامة المواطن اليمني في آن واحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق