الجمعة، 19 فبراير 2010

رؤية مجلس عام تنسيق منظمات المجتمع المدني -من اجل حماية الوحدة وتحقيق التغييرالوطني الديمقراطي





بسم الله الرحمن الرحيم

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء*

وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ*

صدق الله العظيم

خلال الفترة ما بين 2 و 11 يونيو2009م وبمبادرة وطنية جادة من مركز (منارات) عقدت أكثر من (50) منظمة من منظمات المجتمع المدني في أمانة العاصمة، وأكثر من (160) شخصية وطنية وفكرية واجتماعية فاعلة، سلسلة من اللقاءات التشاورية على مدى أربعة أيام تداولت خلالها مشروع الرؤية المشتركة لمنظمات المجتمع المدني تجاه ما يجري في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي للوطن والمقدمة من مركز (منارات) وبعد المزيد من المداخلات والمداولات والإضافات والتعديلات على مدى أربعة أيام خرج المشاركون بهذه الرؤية المشتركة لمنظمات المجتمع المدني تجاه المشهد الوطني الراهن والمسماة بـ (رؤية منظمات المجتمع المدني من أجل حماية الوحدة وتحقيق التغيير الوطني الديمقراطي) واعتبارها دليل عمل مشترك لكل المنظمات المشاركة في الملتقى , وترك الباب مفتوحا لكل من لم تتح لهم فرصة المشاركة لسبب أو لآخر للانضمام والمشاركة لاحقا في ضوء ما تضمنته هذه الوثيقة من منطلقات وأهداف ومحاور وما صدر عن الملتقى من مقررات وآليات للعمل اللاحق أهمها تشكيل مجلس عام تنسيق منظمات المجتمع المدني بواقع ممثل واحد عن كل منظمة انبثق عنه هيئة تنفيذية منتخبة من المجلس كآلية مستمرة لعمل المجلس وتنفيذ مقرراته وفي ضوء مستجدات المشهد الوطني وتطوراته الخطيرة على الصعيدين السياسي والعسكري ومبادرة الأخ رئيس الجمهورية لدعوة كل إشكال الطيف السياسي والوطني للحوار الجاد من اجل تجاوز هذه ا لمخاطر كأستجابه مباشرة وغير المباشرة لقناعات كل العقلاء والأوفياء لليمن وثورته ووحدته وأمنه واستقراره فأن مجلس عام تنسيق منظمات المجتمع المدني وهيئته التنفيذية وامتداداً لكل دعواته وجهوده السابقة في هذا الصدد إذ يبارك هذه الدعوة ليتقدم اليوم برؤية الخاصة لإنجاح مسيرة الحوار الوطني الديمقراطي من اجل حماية الوحدة وتحقيق التغيير الوطني الديمقراطي والمكونة من أربعة محاور رئيسية بداءً بمنطلقات وأهداف الرؤية للمشهد الوطني الراهن مروراً بتحديد أولويات العمل السياسي والوطني وصولاُ إلى الإصلاحات الدستورية المطلوبة وانتهاءً بمقترح لبرنامج العمل الوطني الاستراتيجي المشترك لمرحلة ما بعد تأجيل الانتخابات وحتى موعد استحقاقاتها وعلى النحو الآتي :

المحور الأول

أولاً: : منطلقات وأهداف الرؤية:

لقد خلصت قيادات منظمات المجتمع المدني إلى أن الحاجة ملحة لمزيد من الحوار الوطني يختصر المسافة بين المجتمع المدني بمختلف مكوناته ومؤسساته الرسمية والأهلية وقيادة السلطة والمعارضة لاجتياز العقبات والعوائق التي تحول دون التنمية الشاملة والاستقرار والسلم الاجتماعي واجتثاث مخلفات الأزمات السياسية التي سبقت الوحدة أو واكبتها. وبالتالي فأن رؤية منظمات المجتمع المدني تهدف إلى فتح الحوار الوطني من أجل تعزيز الوحدة والديمقراطية والتقدم، وإنجاز مهام المرحلة التاريخية المتمثلة ببناء مؤسسات الدولة الحديثة وصيانة وتعزيز منجزات الثورة والوحدة والديمقراطية، وتحقيق الإصلاحات التشريعية والسياسية والاقتصادية وتحقيق المواطنة الحقة والمساواة في الحقوق والواجبات واحترام الرأي والتعبير وتمكين المختصين ودعم التعليم والعلماء وتفصيل ذلك على النحو الأتي:

1- فيما هو وطني:

‌أ. التأكيد على دور اليمن الفاعل في تأسيس وبناء صرح الحضارة الإنسانية منذ فجر التاريخ، ودوره المميز في نصرة الإسلام، ونشره، وبناء دولته، وتطوير أسسه الفكرية وقواعده الفقهية والشرعية بعيداً عن المصالح والمزايدات السياسية الآنية والنزوات الطائفية والمذهبية الضيقة .

‌ب. التوعية بتجربة اليمن في التاريخ الإسلامي كمكان للتعايش والتسامح الفكري والديني والمذهبي ونبذ كل إشكال التطرف والمغالاة والتعصب المنافية لجوهر الإسلام ، ولمبادئ العقل والمبادئ الإنسانية.

‌ج. التأكيد على الهوية الثقافية الوطنية والقومية والاسلامية لليمن إطارا حضاريا، وقاعدة أساسية في بناء الإنسان اليمني روحا ووعيا، واستلهاما لتراثه الحضاري والإنساني.

‌د. التأكيد على الثوابت الدستورية القائمة على مبدأ التداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية ومبدأ الفصل بين السلطات وحرية الصحافة واستقلال القضاء والانتخابات الديمقراطية التنافسية انطلاقاً من دستور دولة الوحدة.

هـ. حماية الثوابت الوطنية التي هي ثمرة لنضال الشعب اليمني في الثورة والوحدة والديمقراطية، وتعزيزها كقاعدة عامه للانتماء الوطني والشراكة السياسية الديمقراطية.

و‌. حماية الوحدة الوطنية من خلال تفعيل النظام والقانون، وإنهاء كافة الاختلالات والعمل بمبدأ الثواب والعقاب وتفعيل دور المؤسسات المدنية في المراقبة ووضع حد لمظاهر الفساد والإفساد المستشرى في الحياة العامة والخاصة.

ي‌. معالجة الأوضاع المختلة للمجتمع في المرحلة الراهنة، والتخلص من الاحتقان السياسي والاجتماعي، وكل ما يتصل بقطع دابر الأيادي العابثة بحاضر ومستقبل اليمن، ووضع الحلول الملائمة لها، بما يعزز الاندماج الثقافي والسياسي للمجتمع، ويعجل التنمية الشاملة والمستدامة ويعزز الأمن والاستقرار

2- فيما هو عربي، وإسلامي وإنساني:

‌أ. التأكيد المطلق بأن العروبة هي منبع الإسلام والإسلام هو هوية ورسالة العروبة إلى الإنسانية عامة .

‌ب. تحديد ما هو معلوم من الدين الإسلامي بالضرورة في الأصول، وما هو موضع إجماع واتفاق بين مختلف الآراء والمذاهب والاجتهادات وشرحه وتوضيحه من واقع القران الكريم والسنة النبوية، وفهمهما فهماً صحيحاً بمقتضى العقل ومنطق التاريخ وحق الاجتهاد.

‌ج. تحديد ما هو موضع اختلاف مقبول في الفروع، دون المساس بالأصول أو التناقض معها كلياً أو جزئياً، والحوار فيها بروح العقل والتسامح والتعايش مع الآخر، واحترام حق الاختلاف الذي تضلله الرحمة ويعزز التكامل ولا يفسد للود قضية، ونبذ الخلاف المدفوع بالحقد والكراهية والتفرقة الطبقية والدعوات العنصرية.

‌د. التأكيد على حقيقة التوافق والتكامل بين ما هو وطني وقومي وما هو إسلامي وأنساني، فالوطنية ألحقه لا تتعارض مع القومية الصادقة، ولأن العروبة منبت الإسلام، والإسلام رسالة العروبة إلى الإنسانية. {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } صدق الله العظيم.

‌ه. بلورة الأسس الدينية والوطنية والإنسانية المطلوبة في الخطاب الوطني والقومي والإسلامي لنُصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية في فلسطين والعراق المحتلين والسودان والصومال وحتى أفغانستان والشيشان، في مواجهة الغزاة المعتدين من الصهاينة والمستعمرين القدامى والجدد.

‌و. رصد وبلورة أهم متغيرات المرحلة التاريخية الراهنة محلياً وقومياً وعالمياً ومستجداتها العلمية والتقنية، وتحديد الأسس الوطنية والقومية والدينية والحضارية للتعامل معها أخذاً وعطاء وتأثيراً وتأثراً وبما يعزز التقدم ويحد من حالة التخلف .

‌ز. حمل رسالة العروبة والإسلام ببعدها الإنساني إلى الآخر من خلال الحوار والكلمة السوية والمجادلة بالتي هي أحسن بعيداً عن الشطط والتعصب الأعمى والمسيء للإسلام والمسلمين.

‌ح. التركيز على قضايا التنمية والتطور الاجتماعي والاقتصادي للأمة العربية والإسلامية وتعزيز مجالات التكامل الاقتصادي بين أقطارها بالاستناد إلى العلم والمعرفة التقنية المتطورة، انطلاقاً من جوهر صحيح الدين الإسلامي الحنيف، والحاجة إلى العلم والمعرفة لأهميتهما في صنع حاضر الأمة ومستقبلها.

‌ط. الاهتمام بحقوق الإنسان التي أقرتها الشرائع السماوية وتبنتها المواثيق الدولية بدءاً بحق الحياة والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة بين كل البشر، واعتبار الشورى والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة إطارا لها.

‌ي. استباحة سيادة الوطن العربي من قبل الأساطيل الصهيونية الدولية وكأن صناع القرار لا يعنيهم الأمر في شيء اذ لم يكونوا قد شكلوا غطاءً مساعداً لهذا الفعل المشين بصورة مباشرة وغير مباشرة

‌ك. الحملة الظالمة التي تعرض لها عالم الإسلام في جوهر الدين ومبادئه ورموزه، وتراجع أوضاعه في مختلف بلدانه.

‌ل. تعتبر اليمن نقطة ارتكاز وقوة وتحول استراتيجي لوحدة دول الجزيرة والخليج في ضوء النسيج الاجتماعي الثقافي التاريخي القائم الذي يشكل احد أهم المنطلقات والتنسيق المشترك لخير المجتمعات في المنطقة العربية ووحدة الأمة العربية والإسلامية وتعزيزاً لأمنها واستقرارها.

ثانياً: ملامح المشهد الوطني الراهن:

تستحضر رؤية منظمات المجتمع المدني هذه تاريخ النضال الوطني للشعب اليمني الذي أثمر ثورتي سبتمبر وأكتوبر والحلم الذي كان وراء قيامهما بتصحيح مسار التاريخ واستعادة اليمن شخصيته الجغرافية والبشرية والحضارية الواحدة، كما استوعب معطيات الواقع الراهن إقليمياً وعربياً وإسلاميا وعالمياً، واهتدى إلى التشخيص العلمي لملامح المشهد اليمني والعربي والإسلامي والدولي وعلى النحو الآتي:

1. تحرك قوى رجعية قديمة جديدة تريد إعادة التاريخ إلى الوراء، فراحت تتحرك في وسط اجتماعي سليم النية، تستغل وعيه العفوي الصادق بالدين، لكنها بالمقابل تدمر مستقبله بما يجعل الضرورة ملحة لتحسين صورة اليمن عربياً وعالمياً وقطع دابر هذه القوى الرجعية والمتخلفة بلا رجعة .

2. تباطؤ إنجاز مهام دولة الوحدة وبناء مؤسسات الدولة اليمنية الحديثة، وضعف أداء الجهاز التنفيذي للدولة، وتعثر النظام القضائي، وعجزه عن فرض وتحقيق العدل المنطلق من قانون الدولة العام بفعل ضعف تأهيل الكادر وإبعاد الكفاءات وغياب الروح الوطنية مما أدى إلى تنامي اللامبالاة وتفشي الفساد.

3. إهمال أجهزة الدولة لكثير من الحقوق العامة الخاصة للناس ومعالجة جروح الماضي، وتامين الاحتياجات الأساسية لأبناء المجتمع لتحقيق الاستقرار المعيشي ومعالجة البطالة وكبح جماح الغلاء وتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية الأمر الذي أدى إلى الاحتقان السياسي والاجتماعي الذي كانت أثاره أكثر بروزاً في محافظات بعينها.

4. الأزمة الاقتصادية العالمية وما ألقته من انعكاسات وأحدثته من آثار وتداعيات على الاقتصاد الوطني وحركة التنمية.

5. الفساد المستشري في الكثير من مفاصل الدولة والمحسوبيات التي تقضي على مبدأ تكافىء الفرص وتمكين الشخص المناسب في المكان المناسب .

المحور الثاني

أولويات العمل السياسي و الاجتماعي الملح على المستوى الوطني بشكل عام

وعلى مستوى بعض المحافظات بشكل خاص

أولاً: على الصعيد الوطني العام

1. الاعتراف بوجود مشاكل ومخاطر وطنية حقيقية

إن الاعتراف بوجود المشكلة هو أول خطوات الحل، لا لمجرد أن الاعتراف بالدى وتشخيصه هو نصف الطريق إلى الدوى والتعافي منه بل ولأن ترسيخ تقاليد مؤسسية عند بروز أي مشكلة لدراستها والتعرف على الأسباب التي أدت إلى حدوثها والعمل على معالجتها بوضع عدد من الخيارات والبدائل واختيار الأفضل من بينها هو ما ينبغي احترامه في العمل الوطني، مع عدم إغفال إشراك أطراف المشكلة في التشخيص والبحث عن الحل ليتحمل الجميع المسئولية في كل ما يترتب على الحل عبر جهات الاختصاص ذوي الكفاءات العلمية والمهنية دون اللجوء إلى تشكيل اللجان المؤقتة حتى لا تكون سبباً في إطالة زمن الحل وخلق روح الاتكالية وإضعاف دور ومكانة مؤسسات الدولة المركزية أو المحلية في الحل باعتبار حل هذه المشاكل جزء لا يتجزأ من مسئوليتها.

2. الحلول والمعالجات الجادة.ش

تحتم المصلحة الوطنية العليا والتوجه الموضوعي معالجة ما يعتمل في بعض المحافظات الشمالية والجنوبية والوطن بشكل عام بالنظر إليه من زاويتين:

الزاوية الأولى: حقوقية ونظامية وتمثل في المطالب النظامية الحقوقية المشروعة التي تقع مهمة معالجتها على عاتق أجهزة الدولة بكامل سلطاتها لمعالجتها واتخاذ الإجراءات التنفيذية لحلها وفق برامج زمنية مدروسة وآليات مرنة وشفافة واطلاع الرأي العام على نتائج ما تتوصل إليه الأجهزة المختصة لتقصي الحقائق في مختلف المحافظات.

الزاوية الثانية: فكرية سياسية وتتوزع على شقين:

الشق الأول : تأصيل وتعزيز المشروع الوطني الحضاري الكبير ممثلاًَ بالوحدة والديمقراطية والتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية الهادفة لبناء المجتمع المدني بالطرق الحضارية وتعزيز أركان الدولة اليمنية الحديثة، مما يتطلب رص كل الصفوف والدفاع عنها وعدم السماح بالمساس بها، وهذا يحتم إجراء حوارات سياسية جادة وشفافة بين مختلف القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني باعتبار هذا المشروع محل الإجماع الوطني العام لا يمكن التنازل عنه تحت أي مبرر كان.

الشق الثاني: يتمثل في معالجة الاختلالات الحاصلة بعد أحداث 1994م والتعاطي معها بمسئولية وطنية من قبل سلطات الدولة (مجلسي النواب والشورى، السلطة القضائية، مجلس الوزراء) بمشاركة السلطة المحلية والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لمواجهتها ومعالجتها بحكمة وجدية ومسئولية وطنية عالية، وفي مدى زمني محدد.

ثانياً: على الصعيد الإعلامي

1. أسهم الخطاب الإعلامي الرسمي والمعارض على السوى بدور سلبي ومؤثر بما يمارسه من مدح وقدح الآخر وفي تصعيد الأفعال وردود الأفعال، وبالتالي تأجيج حدة التباينات وإتساع هوة الخلافات بين شركاء (فرقاء) العمل السياسي (سلطة ومعارضة) ،على هذا الأساس تبدو لنا وجاهة ومنطقية خشية العقلاء اليمنيين وفي المقدمة منظمات المجتمع المدني والرأي العام بل وحتى غير اليمنيين من مُحبي اليمن- من النبرة الإعلامية التصعيدية المؤججة للأفعال وردود الأفعال إزاء ما شهده ويشهده الوطن اليمني من أحداث ومواقف وتداعيات ودعوات ،وإذا ما تقصينا واستغورنا أسباب إطلاقها من عقالها أو بحثنا عن دواعي تأجيجها، ألفينا خلفها مشهداً لخطاب إعلامي لا يمت بصلة للعقلانية ولا الحرص على وحدة الوطن وسكينة المجتمع وسلامه الاجتماعي، بل ولا نبتعد عن محجة الصواب حين نزعم أن الخطاب الإعلامي بشقيه في مقام من يسكب الزيت على النار أو السادر في غيه وإصراره على إيقاظ الفتنة النائمة، غير، آبه بأن إيقاظ الفتنة إنما هو دفع لإشعال الحرائق في الوطن، كل الوطن والعمل بوعي أو بدون وعي على تهيئة المناخات لأعداء اليمن وخصومه لتحقيق مآربهم في شرذمة وتشظيته ودفعه إلى مهاوٍ كارثية لا يعلم سوى الله وحده عواقب إلقاء الوطن من أعاليها.

وهو الأمر الذي يتوجب معه قيام الإعلام اليمني بدور إيجابي من أجل خدمة وحماية الوطن وتحقيق التنمية الشاملة في المجتمع ،وذلك من خلال استقلالية الإعلام وتمتعه بالحرية المهنية المسئولة تحت سقف الثورة والوحدة والديمقراطية، عن طريق إمداد المجتمع بالمعلومات والحقائق التي تساهم في إحداث التنمية المجتمعية المستدامة، وتزويدهم بالمهارات الجديدة اللازمة لإنجاح التنمية، بمقتضى الحق الدستوري والمعلوماتي، إلى جانب التأكيد على أهمية دوره في عملية الإعداد الثقافي الوطني السليم لعقل الفرد والمجتمع والتي تتحدد أهدافها وأساليب تحقيقها في إطار خطة متكاملة للتنمية الشاملة، والممارسة المسئولة للرأي والرأي الآخر والنقد البناء واحترام الثوابت الوطنية لمسيرة الثورة والوحدة والديمقراطية والسلم الاجتماعي والعدالة والتنمية ،والكف عن النفاق وتزييف الوعي وتضليل الرأي العام بالتستر على الأخطاء والإنحرافات والفساد إينما وجد وحيثما كان.

ثالثاً: على صعيد الحكم المحلي

شكلت تجربة السلطة المحلية من الناحية التشريعية سبقاً تاريخياً وطنياً رائداً وإنجازاً قومياً وتنموياً لا يستهان به. الا أن ما تحقق ويطبق على ارض الواقع لم يرقى إلى مستوى الطموح الوطني والسياسي المأمول بل تعرض في كثير من جوانبه إلى حالات من الإخفاق والتعثر ويتمثل كل ذلك في الآتي:

1- استمرار التسلط المركزي من قبل الكثير من الاجهزة البروقراطية المركزية في العاصمة وحتى في بعض المحافظات على مبادرات وصلاحيات السلطة المحلية مما أدى إلى إحباط واضح من قِبل أغلب المواقع المسئولة وأدى إلى تعطيل المبادرات والإجراءات والأوامر التي صدرتها القيادة السياسية والحكومة لمعالجة الكثير من المشاكل والقضايا العامة التي برزت في بعض المحافظات، وهذا التعطيل أدى إلى تفاقم المشاكل وتصعيدها، بل وتم توظيفها على نحو أضّر بالأمن والسلم الاجتماعيين، ولذا يجب محاسبة كل المتسببين عن ذلك الإحباط والتعطيل لهذه الإرادة السياسية ولتنفيذ قوانين السلطة المحلية ، وعدم التهاون معهم، لاسيما والقانون لم يطل أحد منهم بالعقوبة الرادعة حتى الآن.

2- ضعف قدرة السلطات المحلية في حل ومعالجة العديد من المشاكل والقضايا التي برزت في مختلف محافظات الجمهورية بشكل عام والمحافظات المحددة بشكل خاص رغم تمتعها بصلاحيات ومسئوليات قانونية، بسبب طغيان السلطة المركزية من جهة وضعف كفاءة السلطة المحلية في ممارسة صلاحياتها من جهة أخرى ، وتدني إمكانياتها وتجهيزاتها من جهة ثالثه .

3- ضعف تطبيق وإحترام قانون السلطة المحلية من قبل السلطات المحلية نفسها الأمر الذي يحد من الانتقال إلى ممارسة وتطوير الصلاحيات الواسعة للسلطة المحلية لخيار وطني لا رجعة عنه والبدء السريع بإجراء التعديلات الدستورية والقانونية اللازمة لذلك، بما يكفل تحقيق حكم محلي كامل الصلاحيات بروح دستور الوحدة اليمنية ومسيرة التغيير الوطني الديمقراطي الشامل.

رابعاً: على صعيد المتقاعدين والمحالين للتقاعد والموقوفين عن العمل

من خلال الوقوف على أهم معالم هذه المشكلة بأبعادها الاجتماعية والسياسية والحقوقية تبين إتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير لمعالجة هذه المشكلة ولكن دون استكمال معالجات مكتملة وحقيقية لجميع المنقطعين والموقوفين مما يحتم وطنياً وحقوقياً إنجاز الإجراءات المتعلقة تسوية أوضاع الموظفين الذين أحيلوا للتقاعد والموقوفين عن العمل وتفنيد كل حالة على حدة واتخاذ الإجراءات السريعة لمعالجة هذه المشكلة، وتحميل الجهات الحكومية المسئولية الكاملة عن أي تقصير وفقاً للتوجيهات والأوامر التي صدرتها القيادة السياسية وتنص عليها القوانين النافذة على أن تكون المعالجة عادلة وفقاً للاستحقاق القانوني وبعيداً عن الحسابات السياسية ووضع جدولاً لتجاوز هذه المشكلة .

خامساً: على صعيد الأراضي العقارية والزراعية

برزت مشاكل الأراضي العقارية والزراعية في كل المحافظات لتشكل منطلقاً للفوضى والاحتقانات والاختلالات الأمنية ومؤشراً على غياب الرؤية الوطنية الثاقبة للاستفادة من هذا المورد الوطني الهام الذي كان من المفترض أن يؤدي إلى معالجات حقيقية للكثير من المشاكل السكانية وفرص ومجالات التنمية والاستثمار حيث برزت مظاهر السطو والبسط والتوزيع غير العادل للأرض واستئثار قلة من المتنفذين والمتحايلين على القانون بمساحات شاسعة دون وجه حق في مقابل حرمان السواد الأعظم من المحتاجين للانتفاع بها للسكن والاستثمار الحقيقي ، الأمر الذي يمكن معالجته من خلال الآتي:

1- تنفيذ الأوامر والتوجيهات العليا وقرارات مجلس الوزراء الخاصة بأراضي الجمعيات الزراعية والسكنية وأراضي التعويضات وعدم السماح لأية جهة بالتعدي عليها أو السطو أو إزالة أية استحداثات تمت عليها من قبل أي شخص أو جهة مهما وأينما كانت. والعمل على بناء الوحدات السكنية لمحدودي الدخل وعدم السماح بأي عبث أو احتواء أو استحواذ عليها ويتم صرفها للمستحقين لها فعلاً وعبر الجهات المختصة ذات العلاقة في الزراعة والإسكان وفقاً لنظام وبرنامج زمني محدد، وطبقاً لما ينص عليه القانون المدني وأحكام قانون أراضي وعقارات الدولة وقانون الاستثمار.

2- إعداد خرائط ومخططات توجيهية لكل المناطق القابلة للسكن أو الاستثمار بحيث توضح عليها مؤشرات التوسع العمراني للمدن الرئيسة في البلاد وحتى عام 2025م، وتحدد المساحات التي ستخصص للسكن الشخصي وللاستثمار العقاري والمشاريع السكنية وما هو لإنشاء المصانع والورش والتي يجب أن تكون بعيدة عن أماكن التجمعات السكنية مع مراعاة صحة وسلامة البيئة، مع ضمان توفير الخدمات اللازمة للبنية التحتية لهذا التوسع العمراني.

3- حصر كل الأراضي التي صرفت في المحافظات تحت اسم الاستثمار، وإبلاغ أولئك الذين صرفت لهم هذه الأراضي بضرورة تنفيذ مشاريعهم والبدء بالعمل فيها خلال فترة زمنية محددة ما لم فيتم سحب هذه الأراضي وبيعها أو تأجيرها على الأصح بالمزاد العلني ليعود ريعها لصالح تطوير البنى التحتية في هذه المحافظات، وبالتلازم مع هذا الإجراء يتم الوقوف أمام المعوقات الحقيقية التي حالت دون الاستفادة من هذه الأراضي للأغراض التي صرفت لهم من أجلها.

4- عدم صرف المساحات الكبيرة لأي شخص أو أية جهة إلا إذا كان سيقيم عليها مشروعاً استثمارياً حقيقياً وفعلياً أما بغرض المتاجرة العقارية فيجب إيقاف ذلك وعدم السماح به تحت أي مبرر أو إدعاء.

5- حق كل مواطن بحصوله على قطعة أرض ليبني عليها سكناً شخصياً له ولعائلته مع تسهيل وتيسير إجراءات حصول المواطنين على الأراضي التي خصصت لهم وتمكينهم منها بما في ذلك صرف الوثائق اللازمة لهم بالتمليك أو التأجير ويجب أن يعامل المواطنون في مختلف مناطق الجمهورية بتطبيق القانون بمعيار واحد تمليكاً أو انتفاعا أو اجارة.

6- تقديم قروض ميسرة للمواطنين لبناء مساكن شخصية مع إعطاء الأولوية للموظفين محدودي الدخل وعلى أن تقدم القروض بضمانة الأرض الممنوحة للمستفيدين.

7- عدم السماح بالبناء في الأراضي الزراعية، وخاصة في دلتا أبين، تبن، وادي حضرموت، تهامة، والوديان والقيعان في جوانب وسطح الهضبة.

8- تخصيص الاعتمادات المالية لاستكمال مشاريع البنية التحتية في المحافظات بما يساعد على تعزيز فرص ومجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

9- إقامة مدن سكنية في عاصمة الدولة والمحافظات الرئيسية لاستكمال استيعاب القوى العاملة في الجهاز الإداري والمؤسسات المدنية من المنتقلين من المحافظات من الكوادر الفنية والإدارية والعلمية ضمن مشروع وطني متكامل يحقق الاستقرار المطلوب.

10- إعادة المبالغ المحصلة من بعض المواطنين مقابل منحهم قطع أرض سكنية أو زراعية وتعذر استلامهم للأرض وتمليكهم في ما خصص لهم من الأراضي السكنية والزراعية .

11- استكمال معالجة قضايا الأراضي الزراعية بإعادة الأرض لمُلاكها الحقيقيين أو تعويضهم عنها تعويضاً عادلاً على أن يقوموا بعمارتها زراعياً وصناعياً وتجارياً بما يعود بالنفع منها عليهم وعلى المجتمع وفقاً لقواعد الشريعة الإسلامية وعدم هجرها.





المحور الثالث

الإصلاحات الدستورية والتشريعية

لا شك أن ما شهده اليمن من تحولات سياسية خلال التسعة عشر عاما الماضية يجعل القيام بإعادة النظر في الجوانب الدستورية والتشريعية مسألة طبيعية في بلد من بلدان الديمقراطيات الناشئة لذلك.

فإن عملية الإصلاح الدستوري لا بد أن تكون منطلقة من الشريعة الإسلامية السمحاء والاعتبارات الاجتماعية الموضوعية والعقلانية ومغيرات الزمان والمكان وأن تراعي عدة اعتبارات، في صدارتها:

أولاً: الأشكال الدستورية والتشريعية العامة :

يجب أن نستخلص من تجربتنا الدستورية خلال المرحلة الماضية وما يطرح على الساحة السياسية والاجتماعية من تصورات ومشاريع للإصلاح الدستوري في جوانبه المختلفة الأمور الآتية:

1. النظام الرئاسي- النظام البرلماني – النظام المختلط (رئاسي برلماني).

2. الحكم المحلي (اللا مركزية): حكم محلي واسع الصلاحيات – حكم محلي كامل الصلاحيات.

3. النظام الانتخابي: إدارة حزبية– إدارة حكومية– إدارة محايدة– القائمة الفردية– القائمة النسبية المغلقة– القائمة النسبية المفتوحة.

4. مبدأ الفصل بين السلطات: الفصل الكامل– الفصل المرن– توازن السلطات– التداخل بين السلطات- تحديد المرجعية الدستورية لاحترام مبدأ الفصل ومنع تجاوز أي سلطة لحدود اختصاصاتها الدستورية والقانونية.

5. النظام القضائي: القضاء الموحد– القضاء المزدوج– فصل القضاء الدستوري عن القضاء العادي– فصل مجلس القضاء الأعلى عن المحكمة العليا – إلغاء منصب وزير العدل.

6. الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية: مجلس النواب– المحكمة الدستورية والإدارية– جهاز الرقابة والمحاسبة.

7. حرية الصحافة وتحديد سقف دستوري وقانوني لهذه الحرية في إطار الدور الوطني الذي يقع عليها، وتأكيد الحماية القضائية لحرية الصحافة ووسائل الإعلام بما يمكنها من القيام بدورها الرقابي والتوعوي، والإسهام في تعزيز الوحدة الوطنية ونشر الثقافة الوحدوية ومحاربة كل مظاهر نشر الثقافة المشوهة والمنحرفة التي تستهدف المساس الثوابت الوطنية.

ثايناً: النموذج الدستوري والتشريعي الانسب لليمن

انطلاقا من مبدأ الفصل بين السلطات في الدستور اليمني والتبادل السلمي للسلطة وتعزيز الشراكة السياسية والإدارية فيها، وفي ضوء التجربة السابقة والحالية فان النموذج الأصلح لسياسة وإدارة الدولة في اليمن يتمثل في الاتجاه الذي نطمح إليه وهو العمل على تحقيق إصلاحات دستورية وبرلمانية ومحلية ترتكز على مبدأ الفصل الدقيق والواضح بين السلطات وعلى أساس مؤسسة رأسية منتخبة من الشعب تجسد رمز السيادة الوطنية وسلطاتها العامة في حماية الدستور والأمن القومي والدفاع الوطني والتخطيط الاستراتيجي وإعلان الحرب وإدارة حالة الطوارئ وحل البرلمان في الظروف غير العادية ووفق حيثيات ومسببات محددة , في مقابل نظام برلماني لحكومة ورئيس حكومة منتخبين من أغلبية البرلمان تضطلع بكامل صلاحيات إدارة الدولة المركزية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا طبقا للدستور والقانون , إلى جانب نظام حكم محلي كامل الصلاحيات المحلية تخطيطا وتنفيذا وتشريعا وبما لا يخل بالثوابت الوطنية لمبادئ الثورة والوحدة والديمقراطية وما يقضي به الدستور والقوانين العامة النافذة من البرلمان.

المحور الرابع

مقترح لبرنامج العمل الوطني المشترك لمرحلة ما بعد تأجيل الانتخابات وموعد استحقاقها في ضوء استخلاص عبر الماضي ومواجهة تحديات الحاضر واستشراف آفاق المستقبل

أولاً: استخلاص عبر الماضي (اليمن بين ما كان وما هو كائن)

1. كان اليمن منسياً بفعل ظلم واستبداد الإمامة وعزلتها من جهة، وهيمنة الاستعمار من جهة أخرى، فصار معروفاً بالثورة والجمهورية (سبتمبر وأكتوبر) ومبادئهما وثوابتهما الوطنية والقومية والإنسانية.

2. كان اليمن صغيراً بالتجزئة، فصار كبيراً بالوحدة والديمقراطية التي ارتكزت على مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات والشراكة السياسية في السلطة والتداول السلمي لها وبمقتضى الدستور والقانون.

3. كان اليمن شديد التخلف بتخلف الإمامة واستغلال الاستعمار، فصار ناهضاً بإنجازات الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.

ثانياً: تحديات الحاضر فيما يتعلق بالثورة والوحدة والأمن والاستقرار:

1. التحديات الموجهة ضد الثورة والجمهورية (سبتمبر وأكتوبر):

‌أ. تنامي النزعات الرجعية والمناطقية والطائفية والقبلية والأسرية.

‌ب. تراجع مُثل وقيم الثورة والجمهورية وروح الثقافة الوطنية والقومية، والإنسانية.

‌ج. تغليب المصالح الشخصية على الحقوق والمصالح الاجتماعية والوطنية العامة.

2. التحديات المحيطة بالوحدة والديمقراطية:

‌أ. ضعف القناعة بتعزيز دولة المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ومبدأ التداول السلمي للسلطة نتيجة لاحتكار السلطة وضعف المعارضة.

‌ب. تراجع مبدأ الشراكة السياسية في السلطة ومصداقية الممارسة الديمقراطية.

‌ج. تفاقم الفساد المالي والإداري من جهة وتغييب مبدأ الثواب والعقاب من جهة ثانية.

3. تحديات الأمن والاستقرار والتنمية:

‌أ. تغييب فاعلية القانون والنظام كمرجعية عليا للسلطة وإدارة شئون المجتمع.

‌ب. تعطيل دور القطاعين العام والتعاوني وهبوط سقف العدالة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية, واختلال توزيع الموارد وتقديم الخدمات وتحقيق التكافل الاجتماعي حيث تدنت العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة الوطنية.

ثالثاً: الآفاق المستقبلية(المواجهة والانطلاق نحو ما ينبغي أن يكون)

1. إصلاح المسار الوطني العام انطلاقاً من:

‌أ. استنهاض الوعي والمسئولية العامة نحو ثوابت الهوية الوطنية والتاريخية من خلال:

- تعزيز حُب الوطن في الوجدان الجمعي العام وإيقاظ روح الانتماء إليه والدفاع عنه.

- تفعيل جوانب التاريخ والتراث الوطني الإيجابي بإحياء الذاكرة التاريخية ومراحل النضال الوطني ورموزها البارزة عبر التاريخ.

‌ب. حماية الثوابت الوطنية المتمثلة بالثورة (سبتمبر/أكتوبر) والوحدة والديمقراطية والتقدم من خلال:

- حسم المشكلات والخلافات المتمترسة بالنزعات المناطقية والطائفية والأسرية والرجعية بقوة الحُجة الوطنية والدستورية والوسائل المشروعة على قاعدة الحوار البناء المفضي إلى حماية الثوابت الوطنية.

- تعزيز روح الثقافة والهوية الوطنية انطلاقا مما هو قطري مرورا بما هو قومي وإسلامي وصولاً إلى ما هو أنساني في مواجهة ثقافة العنف والكراهية والتخلف على المستوى المحلي والإقليمي والدولي كخير ضمان لحماية ثوابتنا الوطنية والتعايش الايجابي مع الأخر .

‌ج. تجسيد دولة النظام والقانون من خلال:

- الاحترام التام لمبادئ الثورة والجمهورية وقواعد الممارسة الديمقراطية من جهة وتعزيز بناء دولة الشراكة السياسية الحقة تحت مظلة النظام والقانون والدستور.

- استئصال شأفة الفساد ومحاسبة المفسدين، وإقامة مبدأ الثواب والعقاب عن طريق المؤسسات الرقابية الدستورية والقانونية النافذة.

- ضمان حق كل مواطن في العيش الكريم بالعمل والتعليم والصحة والضمان الاجتماعي طبقاً للدستور.

- ضمان واحترام مبدأ تكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية لكل الناس في الحقوق والواجبات طبقاً للدستور والقانون, وجعل الوظيفة العامة واجب وحق لمن هو كفؤ لها لا مكافأة أو هبه لمن لا يستحقها.

2. إصلاح المسار التشريعي والسياسي على أساس :

‌أ. نظام رآسي منتخب يعزز دور مؤسسة الرئاسة كرمز للسيادة الوطنية من خلال مسؤليتها في حماية الدستور، والتخطيط الاستراتيجي للوطن، وحماية الأمن القومي، والدفاع الوطني، وإعلان الحرب، وحالة الطوارئ وإدارتها والسياسة الخارجية، وحل البرلمان في الظروف غير العادية ووفق حيثيات وأسباب محددة.

‌ب. نظام برلماني يدير شئون الدولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا من خلال رئيس وزراء منتخب من الأغلبية البرلمانية , وحكومة حائزة لثقة البرلمان فرديا وجماعيا، تضطلع بمهام إدارة الدولة بكامل الصلاحيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في التخطيط والتنفيذ المركزي وفقا للدستور والقوانين الوطنية النافذة وتحت رقابة البرلمان.

‌ج. حكم محلي كامل الصلاحيات( تخطيطا وتنفيذا وتشريعا وادارة) بما لا يخل بالثوابت الوطنية في مبادئ الثورة والوحدة والديمقراطية، أو يتعارض مع الدستور والقوانين العامة الصادرة من البرلمان.

‌د. يتكون نظام الحكم المحلي كامل الصلاحيات من ثلاثة مستويات (إقليم- محافظة- مديرية)، تراعى في تخطيطها الاعتبارات الاجتماعية والإدارية والجغرافية، ويتكون الاقليم من عدد من المحافظات التي تتشابه في ظروفها الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية, والمحافظة من عدد من المديريات في نطاق المحافظة , والمديرية من عدد من العزل والقرى والمحلات في نطاق كل مديرية .

3.إصلاح المسار الاقتصادي على أساس:

‌أ. قطاع سيادي وطني شامل: يختص بملكية الموارد الطبيعية مما هو على سطح الأرض من الأراضي البيضاء (الزراعية، الصخرية، الرملية) وما في باطنها من الموارد المختلفة من جهة، وما على سطح وباطن مياه البحر الإقليمية والامتداد والفضاء الجوي براً وبحراً من جهة أخرى، استناداً إلى مبدأ حق السيادة الوطنية وحماية الحقوق الوطنية والقومية العليا للوطن.

‌ب. قطاع اقتصادي عام بشراكة خاصة : يتولى تشييد البنية الأساسية التحتية للتنمية وتشييد وإدارة مشاريع المرتفعات الإستراتيجية العليا للاقتصاد الوطني ,الإنتاجية منها والخدمية الأساسية في مجال (الزراعة، الطاقة، التعدين، التصنيع الثقيل والمتوسط والحساس) من جهة، و تأمين الحقوق والخدمات المجتمعية الأساسية في (التعليم والصحة والعمل والضمان الاجتماعي الشامل) من جهة ثانية، وبالشراكة الجزئية مع القطاع الخاص في الإدارة ورأس المال.

‌ج. قطاع رأسمالي وطني خاص بشراكة عامة: يختص بإدارة وتشغيل كامل اقتصاد السوق الرأسمالي الوطني المُجدي اقتصادياً (صناعة، تجارة، زراعة، خدمات مختلفة) وبالشراكة الجزئية والداعمة من قبل الدولة والقطاع العام.

‌د. قطاع أهلي بقيادة ورأسمال تعاوني مشترك: يختص بتجميع القدرات الاجتماعية والمدخرات الاقتصادية الفردية غير الرأسمالية في القطاعات الاجتماعية المختلفة (مزارعين، صيادين، حرفيين، مدرسين، موظفين، جنود، مجتمعات محلية،...الخ) في أوعية اقتصادية مؤسسية تعاونية تركز على خدمات التنمية الاقتصادية الاجتماعية المحلية والقطاعية المجتمعية المختلفة بالدرجة الأولى، وبالشراكة الجزئية والدعم المباشر من قبل الدولة والقطاعين العام والخاص.

رابعاً: بلورة المسار المستقبلي لدور اليمن في التعامل مع الآخر:

1. التسليم بيقين وضرورة أن العالم الكبير والمجهول في الماضي قد أصبح اليوم قرية معلوماتية صغيرة، والأجدر بالحياة والتقدم هو من يقوى على فهم وصناعة دوره في نطاق هذه القرية الصغيرة الكبيرة في الوقت نفسه ككل، لا من يتوهم القدرة على البقاء بمعزل عنها أو في قوقعة مغلقة فيها.

2. اليمن بحكم موقعها وتاريخها ومواردها وانتمائها العربي والإسلامي والإنساني تملك الإمكانيات الكافية بل والمميزة التي تمكنها من القيام بدور فاعل على الصعيد الوطني والقومي والإقليمي العربي والإسلامي والدولي، سياسياً واقتصادياً وثقافياً إذا ما أحسنت فهم هذا الدور والقيام به كضرورة وليس مجرد خيار يمكن القيام به أو تركه، لأن من لا يحسن اختيار موقعه في عالم اليوم يُجبر على الوقوف حيث يريد له الآخرون حتماً.

3. إن كل ما سبقت الإشارة إليه من مسارات الإصلاح والتغيير الوطني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي لا بد وأن يتم وبالضرورة في ضوء فهم وإدراك كل المتغيرات الجارية عربياً وإسلامياً ودولياً لا بمعزل عن كل ذلك، بالنظر إلى حتمية التأثير والتأثر بكل ذلك سلباً وإيجاباً.

خامساً: آلية العمل التنفيذية:

تعمل كل من مؤسسات الدولة الرسمية ذات العلاقة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والكفاءات العلمية والفكرية المستقلة، وكافة فئات المجتمع وبشراكة جماعية متكافئة على بلورة كل ما جاء في هذه الرؤية وتحويلها من رؤية لمنظمات المجتمع المدني إلى برامج عمل فعلية وإجراءات عملية لخطة عمل استراتيجية شاملة لمرحلة ما بعد تأجيل الانتخابات وحتى موعد استحقاقها من أجل يمن الوحدة والتغيير. حتى لا نظل ندور في حلقة مفرغة ويأتي موعد الاستحقاق الانتخابي ونحن في موقف أكثر تردٍ مما نحن عليه الآن, بل الأسوأ والأخطر من ذلك إن يحل الموعد و قد تأتي وتجري رياح الشر بما لا تشتهي سفن الخير والسداد إلى ما هو أسوأ وأشد وأنكى لا سمح الله إذا ما ظل التمترس الأعمى في حلقة الظلام المفرغة على ما هو عليه وكما يقال فان إشعال شمعة خير من لعن الظلام.



سادساً: مزايا الاستجابة ومخاطر الإحجام والتردد:

1. إن الاستجابة لمسار الإصلاح الوطني العام من شأنه تعزيز وحماية المكاسب الوطنية الكبرى في مسيرة الثورة والوحدة والديمقراطية والتنمية وتطويرها، وفي المقابل فإن الإحجام والتردد من شأنه يقيناً تهديد كل هذه المكاسب بالانهيار الفوري أو التآكل التدريجي، وضياع المصلحة الوطنية المشتركة للحاكم والمحكوم معاً، وحتى لا نندم وقت لا ينفع الندم.

2. إن الاستجابة للإصلاح السياسي من شأنه حماية الوحدة الوطنية وتوفير الأمن والاستقرار وإرساء مداميك دولة النظام والقانون وتحقيق الشراكة الحقيقية في السلطة وتأمين تداولها السلمي الحق، في مقابل أن الإحجام أو التردد من شأنه الحيلولة دون كل ذلك والدنو أكثر فأكثر نحو هاوية الفوضى والتمزق المُدمر للجميع وللسلطة قبل المجتمع، والعاقل من اتعظ بغيره.

3. إن الاستجابة للعمل على مسار الإصلاح الاقتصادي المشار إليه من شأنه إطلاق الصفارة الحقيقة لقاطرة النهوض والتقدم الحقيقي في الاتجاه الصحيح، وبأقل كلفة وأقصى عائد ممكن وأكبر درجة ممكنة من التوازن والعدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي، وفي المقابل فإن الإحجام أو التردد من شأنه تكريس حالة الفساد المالي والإداري وتعطيل حركة التنمية وتشويهها والانحدار إلى مهاوي المزيد من تدهور الأمن الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والمعيشي للمجتمع على رؤوس الجميع دون استثناء والحُكام أكثر من المحكومين.

4. إن الاستجابة والفهم لدور اليمن المستقبلي وطنياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً في ظل متغيرات الزمان والمكان من شأنه أن يجعل من اليمن أعلى قامة وأكبر حجماً وأكثر فاعلية على كل الأصعدة وانتفاعاً من الغير ونفعاً لهم، في مقابل أن الإحجام والتلكؤ من شأنه العودة باليمن إلى دائرة النسيان حجماً وفاعلية ونفعا للغير وانتفاعا بها، ومن لا يُحسن اختيار مكانه ودوره في عالم اليوم اقتيد رغم أنفه إلى حيث يريد له الآخرون أو يتعفن في مكانه، والمرء حيث يضع نفسه.

وختاماً لا ننسى قول الخالق عز وجّل {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } صدق الله العظيم.



والله من وراء القصد،،

القرصنة في القرن الافريقي ورود الافعال الدولية تجاهها


إعداد الاستاذ الدكتور/محمود قاسم الشعبي
استاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة صنعاء

تطورت أعمال القرصنة البحرية وتنوعت طرقها وأساليبها تدريجياً على مر العصور، أما في الوقت الحالي فقد اختلفت كماً وكيفاً عما كانت عليه في الماضي. حينذاك لم يكن لدى القراصنة -غير المدعومين من دول بعينها- في الغالب غير السلاح الابيض، وأقتصرت اعمالهم على مهاجمة اهداف صغيرة وضعيفة، ونهب خزائن السفن وركابها وما عليها من اشياء ثمينة ثم الفرار، وترك الضحية تواصل سيرها؛ تلك الاعمال اعتبرتها قوانين البحار جرائم دولية، ولكن القراصنة والقرصنة المعاصرة تحتاج الى قوانين متطورة مواكبة لتطور القرصنة ذاتها، فقراصنة اليوم مزودين باسلحة ومعدات تقنية متطورة تصلح للقتال والقرصنة في آن واحد، وكذلك للملاحة وتحديد خطوط السير ومعرفة اماكن وجود السفن في البحار والمحيطات، بينها أجهزة موجهة بالاقمار الصناعية تحدد مواقع الاهداف البحرية بدقة. وقراصنة الصومال لديهم زوارق سريعة ينزلونها في اعالي البحار بالقرب من أهدافهم وتحملها لهم الى تلك الاماكن البعيدة سفن كبيرة اسميناها "ام الزوارق" على وزن أم المعارك وأم الهزائم.
القراصنة الصوماليين مزودين برشاشات وقاذفات قانابل يدوية ومدافع مضادة للدروع قادرة على اختراق جسم اكبر سفينة، وقد يكون لديهم الآن قاذفات صواريخ، وبعض المصادر تذكر ان لديهم القدرة على امتلاك او انهم يمتلكون فعلا انظمة دفاع جوي محمولة على الاكتاف مشابة لصواريخ سام الروسية واستنجر الامريكية، وقواذف صاروخية اخرى، ولديهم هواتف متطورة تعمل بنظام مرتبط بالاقمار الصناعية. ومهما كانت صحة هذه المعلومات فليس من السهل رفضها، لأن الصوماليين قد ورثوا ترسانة الاسلحة، التي كانت تابعة للدولة الصومالية المنحلة، ونهبوا الكثير من القوات الامريكية والاوروبية، التي عسكرت في الصومال مطلع التسعينات، والآن يستولون يوميا على اسلحة من الجيش لاثيوبي والقوى العميلة له، اضافة ذلك قدرة امراء الحرب على توفير الاسلحة من السوق السوداء ومن بعض دول الجوار، التي لها مصالح واهداف في استمرار الصراع في الصومال، علاوة على ذلك كلة الغنيمة الكبيرة من الاسلحة الكثيرة الثقيلة والخفيفة والمتنوعة، والتي استولوا عليها من على ظهر السفينة الأوكرانية. في الوقت ذاته يرتبط الصوماليون بعلاقات قوية مع اخوانهم من العرق ذاته في جيبوتي واوجادين وكينيا، وعن طريقهم يمكن لهم الحصول على بعض الاسلحة الحديثة لاستعمالها في اعمال القرصنة. ومن غير المستبعد أن يكون للقراصنة اتصالات وعلاقات تعاون وارتباطات مع خلايا ارهابية دولية، وقد تستخدمهم دولا لخدمة مصالحها. وفي السنوات الاخيرة حصلوا على اموال كثيرة من اعمال القرصنة، فهم ييطلبون من كل سفينة عادية ينجحون في قرصنتها على الاقل ما بين 100 مئة الف الى مليون دولار، حسب السفينة وهويتها وحمولتها وهوية الرهائن.
إضافة ألى الاسلحة يملكون أم القوارب وحاملات القراصنة؛ وهي سفن كبيرة نسبياً تحمل عليها القراصنة مع قوارب وطرادات حديثة وسريعة، وتوصلهم الى أي نقطة بحرية يريدونها. والقراصنة المعاصرون يشبهون أرباب العمل؛ فلديهم عاملين باجور نقدية أو عينية من بلدان مختلفة، وقراصنة أخرين يعملون معهم مقابل نسبة معينة من الفود المنهموب والفديات المالية، والله اعلم ان كان لديهم تأمين صحي وتأمين على الحياة وضمان اجتماعي شامل، أم انهم مثل باقي سكان المنطقة، ويوجد لدى القراصنة وسطاء ووكلاء سريين في أكثر من دولة، يتولون التفاوض مع شركات الملاحة الدولية، بخصوص الفديات المالية المطوية على سفنهم المخطوفة ومن عليها من الرهائن. وفي المدة الاخيرة تعدى القرصنة الصوماليون معظم القواعد والوسائل والطرق الكلاسيكية للقرصنة، ويمكن أعتبار أعمالهم بانها ثورة في سلك القرصنة، فلم تقتصر القرصنة المعاصرة على سلب الاشياء الثمينة من السفن ومن طواقمها فقط، بل طور الصوماليون من اساليبهم، وصاروا يسلبون السفن بما فيها، ويأخذونها مع من عليها رهائن، واحيانا يستخدمون اطقمها دروعا بشرية في اعمال القرصنة أو يجعلونهم يقومون بنفس العمل مع سفن أخرى مخطوفة، ويطلبون من شركات الشحن مالغ كبيرة جداً -فدية مالية- وقد حصلوا على عشرات الملاين من تلك الاعمال. ولا يزال لديهم عشرات السفن ومأة الرهائن، ومنها أكبر حاملة نفط في العالم، سعودية الجنسية، وفي ظروف غامضة تمكن القراصنة من مهاجمة سفينة تابعة لأكرانيا كبيرة الحجم، وكانت تحمل أكثر 33 دبابة ثقيلة، وصواريخ وذخائر واسلحة ومعدات عسكرية أخرى غير معروفة الحجم والعدد، وسوف تفيدهم بلا شك في اعمال القرصنة المستقبلية، وينتمي القراصنة الصومالين الى مختلف شرائح المجتمع الصومالي، بما فيهم قراصنة من عشيرة الرئيس الصومالي عبد الله يوسف احمد، والذين خطفوا اليخت الفرنسي واخذوا من عليه رهائن، وافرجوا عنهم بفدية مالية كبيرة، وطاردتهم القوات الفرنسية وامسكت بهم، وتبين أن 4 من 6 قراصنة من قبيلة الرئيس المذكور. ويقوم باعمال القرصنة الصومالية بدرجة اساسية تجار وصيادين وافراد من سلاح البحرية السابقين، ومن مقاتلي الحرب الاهلية، وأمراء حرب وغيرهم، ولا يستبعد وجود قراصنة من بلدان أخرى، أو في السر، ومنهم من يزودون القراصنة بالعلومات، وتصريف ما يتم نهبه من السفن، وتزويدهم بالاسلحة ومحتاجاتهم المختلفة الاخرى. بالنظر الى الاوضاع الحالية يمكن القول أن القراصنة الصومالين، قد حققوا الكثير من النجاحات واصبحوا قادرين على قرصنة اكبر السفن في العالم، على الرغم من الحملة الدولية والاساطيل العسكرية البحرية، التي تجوب مناطق القرصنة ليل نهار، والى الآن ليس هناك ما يدل على انه قد تم اضعافهم بما فيه الكفاية.

اليمن ودورها في محاربة القرصنة

مما لا شسك فيه أن اليمن حاولت منذ عقود طويلة ولا تزال تحاول اقناع دول الجوار بأهمية الحفاظ على أمن البحر الاحمر وخليج عدن وابعادهما عن الصراعات والتنافسات الدولية، ونصحت تلك الدول أن تشارك معها في حماية ذلك الممر، وقد تجنبت دائما حدوث أي صراعات فيه وعليه وحوله، وتحاشت حدوث صدامات عسكرية، رغم محاولة اريتريا تحويل البحر الاحمر الى ساحة حرب، عنما اعتدت على جزيرة حنسش اليمنية، وتمكنت القيادة السياسية اليمنية بحكمة واقتدار من تفويت الفرصة على اريتريا حينها، كما نجحت في أوقات سابقة ولاحقة من القرن الماضي والحالي، في عقد اتفاقيات ومعاهدات بحرية وبرية وتفاهمات مع جميع دول الجوار، رغبة منها في الحفاظ على امن واستقرار ذلك الممر الدولى المهم، وايمانا منها في التعايش السلمي مع جيرانها، وحاولت دائما لم شمل الصوماليين، وتوحيد صفوفهم، من أجل اخراجهم من حالة التمزق التي يعيشونها، غير أن بعض الاطراف الصومالية، كانوا يوافقون، وبعد أن يعودوا الى الصومال يحتكمون من جديد الى غريزتهم القتالية، وكانوا ينقضون كل محاولة للصلح، واستمروا في مواصلة الحرب الاهلية، وزادت بعض الاطراف الدولية -ذات المصالح الخاصة- في تأجيج الحرب، التي دفعت -مع غيرها- بالصومال الى عصر القرصنة، وفتحوا بها جبهة عالمية جديدة ادت الى تدخل دولي غير محسوب العواقب.
كله نعتقد ان عدم الاستقرار في القرن الافريقي وحروب الخليج المستمرة من بداية ثمانينات القرن الماضي، والصراعات الدولية والحروب في افغانستان من سبعينات ذلك القرن، والصراع الهندي الباكستاني، والحرب الاهلية في سريلانكا، وعدم استقرار الاوضاع بما فيه الكفاية في الجزيرة العربية بنفس الفترة، والتدخلات الدولية في جميع هذه المناطق امباشرة وغير المباشرة، وتجاوزات بعض الانظمة لحدودها؛ هي التي اوصلت مع غيرها الاوضاع في هذا الممر الى ما هي عليه الآن، وجعلت التدخل الدولي ضرورياً، وشكلت القرصنة السبب المباشر للتدخل الدولي، والآن أصبح من حق أي دوة في العالم ارسال اساطيلها العسكرية الى هذه المنطقة، مستمدة شرعية وجودها من قرارات مجلس الامن الثلاثة الاخيرة. رقم 1814 ورقم 1816 ورقم 1838.

القرصنة

ظهرت القرصنة الصومالية كرد فعل على استباحة مياه ذلك البلد المتواصلة من قبل سفن صيد تابعة لدول اجنبية بينها سفن اسبانية وفرنسية، وتعمد دول اخرى تفريغ نفايات ذرية ومخلفات سامة في مياه الصومال مستغلة غرق شعبه في الحرب الاهلية وفقر سكان نتيجة لذلك، زاد انتشار القرصنة نتيجة لإمتلاك القراصنة لوسائل التكنولوجيا الحديثة واسلحة ومعدات بحرية سهلت من أعمال القرصنة.
في الوقت ذاته فان الاوضاع الداخلية قد جعلت بعض الصوماليين يمتهنون أعمال القرصنة، والمجتمع الدولي لم يجهد نفسه من اجل ايجاد حل سلمي لأوضاعهم، إلا عندما تضررت بعض الاطراف الدولية من اعمال القرصنة وخوفا من الارهاب قامت بردود افعالها الحالية.
في الوقت ذاته أدى رفض بعض الدول الكبرى الموافقة على مبدأ الحراسة المسلحة للسفن التجارية، وقناعتها بعدم ارتباط القرصنة بالارهاب، إلى صعوبة السيطرة على اعمال القرصنة على طول شواطئ الصومال البالغ 3300كم، مع مرور اكثر من 20 الف سفينة تجارية في خليج عدن سنويا، وساعد ذلك على نمو القرصنة الصومالية باضطراد. وبسبب عدم وجود سبل وقوانين لمقايضة القراصنة تتردد سفن الدول الكبرى في القبض عليهم، ولذلك يتم حاليا التشاور من اجل ايجاد هيكل قضائي دولي يقوم بالمهمة.
وهو يتحدث عن نتائيج أهمال الصومال؛ اعتبر وزير الدفاع البريطاني جون هوتون ان القرصنة مرتبطة بالدول الفاشلة، وأضاف اليها ظاهرة الارهاب والاتجار بالمخدرات والبشر، وقال انه لا يمكن السماح للدول الفاشلة ان تتدهور الى مستوى الفوضى.
استمرار القرصنة قد يزيد من ضغوط القوى الكبرى ضد الدول المحيطة بميدان القرصنة، ويجبر البعض منها على منح تلك الدول قواعد بحرية فوق اراضيها، بدلا من استباحة سيادتها كما يحدث في الصومال والعراق وباكستان وافغانستان والسودان ولبنان وكوبا وسوريا غيرهم، وقد تتحول بعض الدول المجاورة للصومالي الى ميدان مفتوح للارهاب مثل باكستان وافغانستان والهند والعراق.
نفذ القراصنة الصوماليون في شهر واحد اكثر من 30 عملية واحتجزوا اكثر من 12 سفينة اضافة الى 4 سفن محجوزة لديهم من قبل، ويحتجز القراصنة اكثر من 100 بحار بالرغم من وجود اكثر من 20 قطعة بحرية عسكرية في خليج عدن والبحر الاحمر.
برنامج الغذاء العالمي طلب من دول حلف الناتو دعما عسكريا لحماية سفن الاغاثة المحملة بالمواد الغذائية، للصومال وقد تتكر هذه الحالة مع دول اخرى مجاورة للصوما. وقد حصل الحلف على تفويض من الامم المتحدة ومجلس الامن بالتدخل العسكري، وأعلن أن القرصنة الصومالية في البحر الاحمر وخليج عدن قد اصبحت في مقدمة أولويات وزرا دول الناتو كونه ممر دولي للتجارة العالمية والنفط.
وهكذا تدخل الاتحاد الاوروبي باسطول الى جانب سفن حلف الاطلسي ودول اخرى من خارج الحلف ومنها السعودية والهند وماليزيا وروسيا وجنوب افريقيا والصين وايطاليا ودول كثيرة اخرى.
ضرورة ان تبحث الدول المطلة على البحر الاحمر عن حلول للمشكلة الصومالية، وتقدم المساعدات اللازمة للسكان في جميع الاحوال، وان لا تقتصر اهتماماتها على البحث عن حلول للقرصنة وترك معالجة المسبب للمشكلة، واذا لم تقم بذلك فان القوى الكبرى ستقوم بالمهمة، ولكن دول الجوار سوف تدفع الثمن وتخسر الكثير من مصالحها وسيادتها ايضاً.

القرصنة الخفية
نشرت بعض الصحف أن القراصنة الصوماليون قد حصلوا عام 2008 على قوارب سريعة من جهات خارجية، مقابل حصولها على قسط من الفدية المالية والغنيمة العينية، ويوجد للقراصنة وكلاء يتولون تصريف البضاعة المنهوبة، وتزويد القراصنة بمحتاجاتهم. تلك الاعمال يمكن تسميتها بالقرصنة الخفية.

بعض الارء تقول ان تجاهل القرصنة لفترة طويلة قصد بها تدويل البحر الاحمر وخليج عدن، وهناك من يقول ان الاسطولين الامريكي والبريطاني يساعدان في تزايد القرصنة،وبعض الدول متهمة بتزويد القراصنة بخطوط سير السفن التجارية، وهناك من يعتبر أن ضعف العرب في مواجهة القرصنة دليلا على عدم قدرتهم على اتخاذ أي مواقف تجاه ايران في المستقبل واخرون يذهبون الى ابعد من كل هذه التصورات فيقولون ان مسلسل الكنز التلفزيوني الياباني الذي يعرض في الصومال من حوالي 20 عاما لعب دورا كبيراً في الهام الصومالين ودفعهم الى احتراف القرصنة المعاصرة.
ثبت بما لايدع مجالا للشك أن السفينة السعودية العملاقة المخطوفة، هي اكبر ناقلة نفط في العالم، وأنها تحمل على ظهرها حوالي 25% من الانتاج اليومي السعودي، يصل قيمتة إلى 150 مليون دولار وقيمة السفينة ذاتها حوالي 200 مليون دولار.
ادعاء الدول المطلة على البحر الاحمر بانها قادرة على حماية شواطئها من القرصنة، يجب ان يثبت بالافعال لا بالاقوال فقط. والى هذا التاريخ ليس هناك ما يدل على أن تلك الدول قادرة على ذلك العمل. واما بالنسبة لمصر -قوى دولة عربية مطلة على البحر الاحمر، ومتضررة من القرصنة اكثر من غيرها بسبب تحول طريق التجارة الدولية الى رأس الرجاء الصالح- فان الجهات المعنية لديها ترجع المسئولية الى المجتمع الدولي وتطالب بسن تشريعات جديدة لمواجهة القرصنة.
المكتب البحري الدولي في ماليزيا، ذكر أن 94 سفينة تعرضت للقرصنة عام 2008 في المحيط الهندي وخليج عدن، ووصف الوضع في خليج عدن والبحر الاحمر بانه خارج عن السيطرة، أما البنتاجون الامريكي فقد صرح ان مشكلة القرصنة الصومالية لن تحل حتى لو انتشرت جميع القوات البحرية هناك لأن الكثير من الهجمات تتم في اماكن بعيدة عن الشواطئ الصومالية.
وهنا اطراف اخرى مختلفة تماما، تنتقد المجتمع الدولي بوجه عام والدول المعنية بوجه خاص، بسبب تهاونها وتركها الصومال تصل الى هذا الوضع الخطير، وتنتقد صمت تلك الدول على قيام اثيوبيا بغزو الصومال والقضاء على نظام المحاكم الاسلامية، التي كانت قد نجحت في توفير الامن والامان والنظام والقانون لها ولغيرها بحكم ايمانها بعقيدتها الاسلامية، ويقارن اصحاب هذا الرأي بين نظام المحاكم في الصومال واوضاع افغنستان منذ بداية التدخل العسكري الروسي، ودعم المجاهدين والقاعدة ثم طالبان، التي اوقفت الحرب الاهلية وقضت على تجارة المخدرات واتلفت مزارع الخشخاش المنتجة للمخدرات، وأخيرا المواجهة العسكرية بين اصدقاء الامس والمعسكر الغربي، ويذهب محللون بالقول ان القرصنة قد ردت الاعتبار الى أهمية البحر الاحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن؛ ذلك الممر الذي يلعب دورا مهما عبر التاريخ وحاليا وتمر فيه اكثر من 20 الف ناقلة نفط وسفينة تجارية سنويا تقريبا، وحوالي 500 مليون طن من البضائع. ونسبة 20% من اجمالى الشحنات التجارية العالمية، يضاف عليها شحنات النفط ومشتقاته التي تتدفق من الدول المصدرة عبر الانابيب الى البحر الاحمر.
كما أن حرب الخليج المستمر منذ ما يقرب من 30 عاما، والتوتر المتوصلة هناك، قد ضاعفت من اهمية ذلك الممر، الذي تعبره شهريا عشرات القطع البحرية العسكرية الحديثة، بما تحمله على ظهرها من معدات واسلحة كلاسيكية وذرية، وقد تعرض البعض منها لهجومات ارهابية مثل حادثة البارجة الامريكية العملاقة في خليج عدن، وناقلة النفط الفرنسية في البحر العربي. ومن جانب أخر ذكر السيد احمد ولد عبد الله مبعوث الامم المتحدة الى الصومال في المؤتمر الدولي الذي عقد مؤخراً في نيروبي لمواجهة القرصنة، أن المجتمع الدولي والساسة الصوماليين قد هملوا الصومال، طويلا وان القرصنة احد اهم وابرز نتائج ذلك الاهمال، وقال ان قد تم مهاجمة اكثر من 32 سفينة في شهر واحد، وان القراصنة قد نجحوا في خطف 20 من تلك السفن، وحتى تاريخ ذلك المؤتمر كانت 15 سفينة لا تزال في ايدي القراصنة واكثر من 300 فرد من اطقمها رهائن بين ايدي القراصنة، وقال ان القراصنة حصلوا على اكثر من 120 مليون دولار فدية مالية خلال عام 2008.

الخلاصة
انتقال الملاحة من البحر الاحمر الى رأس الرجاء الصالح هو بمثابة كارثة اقتصادية واجتماعية وسياسية لدول البحر الاحمر عامة، ومصر التي يمثل قناة السويس المصدر الثاني لدخلها القومي خاصة، وسوف تتضرر جميع المواني على البحر الاحمر من الشقين، ولكن المواني اليمنية ستصاب اكثر من غيرها، لأنها ليست طرفا في نزاع القرن الافريقي، وليس لها علاقة بالقرصنة، لا من قريب ولا من بعيد، وسوف تؤثر القرصنة على اعمال الصيد اليمنية والتجارة والايدي العاملة، والسياحة، والاستيراد والتصدير، والمعونات الانسانية والبنية التحتية، وسوف ترتفع اقساط التامين على جميع السفن ذهابا واياباً والاجراءات الاضافية الاخرى. ونتيجة لذلك سوف ترتفع الاسعار بوجه عام، في الوقت ذاته يشكل هذا الممر اهمية كبيرة لدول الخليج والعراق، وتذكر الدراسات أن اكثر من 70 الف صياد يمني وصومالي سوف يتضررون بشكل مباشر، وسوف ترتفع اسعار السمك اكثر مما هي عليه الآن وتنعكس على اسعار اللحوم.
مما لا شك فيه أن محاربة القرصنة الصومالية سوف تؤدي الى زيادة الوجود العسكري الاجنبي واستمراه لفترة طويلة، وقد تقود الى تدويل المنطقة او بعض اقليمها، وسيكون خليج عدن وباب المندب والبحر الاحمر في مقدمة مناطق التدويل طويل المى، وقد بدأت الخطوة الاولى بتدويل الصومال، وقد يؤدى ذلك الى تدخل مباشر بغطاء دولي او بدون ذلك، خاصة اذا توفر أي شرط ولو عن طريق الخطاء، أو الصدفه، او تم قام به بعض المنظمات الارهابية، كما حدث في افغانستان، والعراق وحتى قصف مواقع في سوريا والتدخل الدولي في لبنان والسودان، وقد يستخدم ذلك كله في ترويض دول المنطقة والضغط عليها ودفعها الى الاعتراف باسرائيل واقامة علاقات طبيعية معها، والاعتراف بها لاعبا وشريكا رئيسياً في جميع شؤن المنطة. وكونها تمثل القوة العسكرية الاعظم في المنطقة، وكما هو مرجح امتلاكها للسلاح الذري، فسوف يوكل اليها في المرحلة الثانية لعب دور الوسيط في حل النزاعات الاقليمية، وقد تمنح مقعدا دائما في مجلس الامن الدولى كونها دولة نووية وديمقراطية!!!
نصائح
يقال أن المعرفة هي مفتاح التقدم لأي شعب، ومن يملك المعرفة والمعلومات ويستطيع الاستفادة منها في أي وقت، سيكون قادرا اكثر من غيره على حماية نفسة ومن حوله وتطوير اداءه وتقدم مستواه وتحاشي الاخطار قبل وقوعها.
لا بد من صياغة قوانين بحار يمنية لا تتعارض مع القوانين والاتفاقات الدولية.
لا بد من تدريب ايجاد قوة خاصة مجهزة ومدربة لحراسة الشواطئ والجزر اليمنية، وتوزيعها على مراكز الحراسة.
يجب الاسراع في انشاء مراكز بحوث متطورة تعني بالقرصنة ودراسة القرن الافريق والجزيرة العربية، واسناد ادرارتها والعمل فيها الى ذوي الخبرة والمختصين الاكاديميين من الجيل الجديد، وعدم الركنة دائما الى نفس الوجوه، التي م يعد لديها ما تقدمه، وانها التوارث الاسري طويل المدي لبعض الوظائف في تلك الجهات وجعل العلم هو المقياس. وفي الاخير ننصح الخارجية اليمنية بعمل تحديث جذري لأدارتها، وطاقمها غير المتخصص، وابعاد غير القادرين ومن عفى عليهم الزمن، والحد من توريث الوظائف في اسر معينة، واستبدالهم المبعدين بطاقم جديد من الخبراء والمختصين واساتذة الجامعات والباحثين المدربين. وقبل كل شيئ تاسيس مركز ابحاث عام تابع لوزارة الخارجية، تتفرع مراكز داخلية تتخصص بدراسة كل اقليم على حدة.

اسئلة للنقاش.
تسعى اليمن الى تأسيس مركز اقليمي بحري يعنى بمكافحة القرصنة تحت ادارة وزارة الطرقات: هل سيكون ذلك المركز مشابها للمركز البحري الدولي في ماليزيا IMO ومركز شاتام هاوس للدراسات البريطاني؟ هل تلك الوزارة مؤهلة لمثل ذلك العمل؟ مركز كهذا يجب ان يتبع رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، وأن يعمل فيه فقط كبار الخبراء والمختصين في التاريح والسياسة والاقتصاد والقانون وليس في الطرقات. ولماذا تتحاشى مصلحة الطرقات اليمنية مساعدة الخبراء والمختصين اليمنيين؟
هل تملك تلك الجهات ما يكفيها من المعرفة والخبرة والمعلومات والمتخصصين والباحثين لتشغيل ذلك المركز؟
في حالة نعم أين أعمالهم حتى الآن. هل اطلعت الجهات المعنية على تقارير لخبراء ومختصين صادرت قبل عام وتنبأت وحذرت مسبقاً من احتمال حدوث مثل هذه الأخطار؟ هل شملت القوانين اليمنية بنوداً وفقرات خاصة بالقرصنة لا تتعارض مع القوانين والاتفاقيات الدولية؟ ما هي اسباب القرصة الصومالية؟ من هي الدول الأكثر تضرراً من القرصنة؟
أين موقع اليمن من خطر القرصنة؟ ما هي الحلول الناجعة للقضاء على القرصنة؟ ما هي عوائق مكافحة القرصنة؟
ما سر انتشار القرصنة بهذا الوقت بالذات؟ ماذا دور دول الجوار في مواجهتها؟ من الكاسب ومن الخاسر من القرصنة؟
ما هي الاخطار المترتبة على استمرار القرصنة؟ الى أي حد يمكن القول ان الشواطئ والجزر اليمنة مؤمنة ضد القراصنة؟
هل سيخدم التدخل الدولي اسرائيل في ايجاد موضع قدم عسكري لها في البحر الاحمر والقرن الافريقي؟
ماهي الاجراءات الوقائية لدول الجوار لمنع اسرائيل من الحصول على أي نفوذ في المنطقة؟

توصيات ومقترحات خاصة باليمن
بالاضافة الى الملاحظات التي ذكرت في اكثر من مكان من هذه الدراسة فان على اليمن التنبه الى ما يلي:
- على الجهات المعنية في الدولة أن تطلب المشورة دائما من اصحاب الخبرة والاختصاص وان لا تكتفي بنفسها وبما لديها من كوادر وان تتحرر من حاجز الخجل والغرور أحيانا من انها تعرف كل شيء وقادرة على كل شيء. ويجب الاستعانة بالدراسات والبحوث المتميزة عند اتخاذ القرارت وادخال دماء جديدة الى مصادر اتخاذ القرا وعدم الاكتفاء فقط بخبرة نفس الوجوه والاشخاص المتكررة والذين ادوا دورهم وقل الجديد لديهم.
- القرصنة الصومالية سوف تضر كثيرا باليمن على المدى القريب والبعيد، اذا لم يتم مواجهتها بحسم وحكمة وعقل وبقاء الصومال في وضعه الحالي سوف يضر كثيرا بكل الدول المجاورة له، وخاصة اليمن. وقد يحاول القراصنة استعمال الجزر اليمنية لتنفيذ بعض عملياتهم. وقد ترد عليهم القوى الاجنبية بالنزول فوق جزر يمنية، بحجة وجود قراصنة عليها.
- استمرار الحرب في الصومال والعراق وفلسطين سينتج عنها تدفق الاجانب الى اليمن وحرمان اليمنيين من الكثير من فرص عمل كثيرة وينتج عن ذلك اضرار لا يحمد عقباها.
 اخذ الحيطة من عدوى الحرب الاهلية المنتشرة في العراق والصومال والصراع في فلسطين وغيرهم
- تأثير الوافدين بوجه عام والصوماليين بوجه خاص على الامن والسلم الداخلي
- عدمترك الاقليات الاجنبية كثيرة العدد [ صومالية عراقية فلسطينية] خارج السيطرة، كما حدث في عدن ضد القنصلية المصرية.
- احتمال نقل الكثير من الامراض المعدية والفساد الاخلاقي والجريمة المنظمة بانواعها وتمركزها في اليمن
- احتمال التأثر بالنعرات الطائفية والعرقية والمذهبية وانخراط يمنيين في صفوف الحركات المتطرفة والارهابية وغيرها تحت امرة الوافدين من تلك البلدان، واذا لم تنظم الجهات المعنية اعمال واقامة ودخول وخروج الوافدين، فعليها ان تتصور نتائج ذلك.
- احتمال تجنيد بعض الوفدين للعمل الاستخباراتي لصالح قوى دولية مختلفة.
- باسم القومية والدين وغيرهما قد تنظم اعداد كبيرة من ابناء اليمن الى منظمات سرية يقودها اجانب، وقد تجد اليمن نفسها في وضع مماثل لأفغانستان وباكستان حالياً ولبنان والاردن في السبعينات، وقد تتم عمليت ارهابية ضد اهداف اجنبية في البحر والبر والجو من اتباع تلك الاقليات، وقد يغرر بيمنيين للعمل معهم.
- انتشار القرصنة وتدفق اللاجئين الى اليمن قد يجلب معه الاسلحة المهربة والمخدرات والمتاجرة بها سريا داخل البلاد، وقد تتشكل وتتعاون منظمات سرية للوافدين في الداخل مع مثيلاتها في الخارج وبلدان اخرى لخدمة الارهاب والقرصنة وغيرها من اعمال الجريمة وقد يستخدم فيها من ابنا اليمن.
- اذا تاخر الوقت قد تصبح الجهات المعنية عاجزة عن التصدي للكثير من تلك الاخطار، وفي حالة العجز سوف تجد القوى الاجنبية كل المبررات في التدخل المباشر وغير المباشر، والمساس بسيادة البلاد.

الخميس، 18 فبراير 2010

منارات يناقش مؤتمرلندن وأبعادودلالات مؤتمرالرياض القادم

l




علي الجلعي
دشن مركز (منارات) أمس أولى فعالياته الفكرية تحت عنوان "اليمن في محيطه الإقليمي وفضاءه الدولي في ضوء نتائج اجتماع لندن، واستشراف آفاق مؤتمر الرياض".
ويتضمن هذا المحور سلسلة من الندوات والمحاضرات تتناول دراسة وتحليل نتائج اجتماع لندن وقراءة آفاق مؤتمر الرياض وانعكاساتهما على المشهد اليمني. وفي الفعالية التي أدارها نائب رئيس مجلس إدارة المركز الاستاذ/علي محمد الصريمي ناقش نخبة من الأكاديميين والباحثين والمختصين المشاركين ورقتي عمل الأولى قدمها الدكتور محمد عبدالمجيد القباطي تناول فيها خارطة التحديات التي يواجهها اليمن، مشيراً إلى أن هذه المؤتمرات تأتي في أطار تعزيز الشراكة مع المجتمع الدولي. ولفت إلى ضرورة تلك الشراكة وتضافر جهود المجتمع الدولي ووقوفه مع اليمن في مواجهة تحدياته، معتبراً مساعدة اليمن جزء من استحقاقه على العالم في سبيل الحفاظ على أمنه واستقراره كون ذلك يعد ضماناً لأمن واستقرار المنطقة.
وأشار الدكتور القباطي إلى ضرورة طرح بدائل لتعزيز الطاقة الاستيعابية وتدفق المساعدات من خلال مراجعة وضع الوحدات التنفيذية الحالية وإنشاء أخرى جديدة محلية ودولية وكذا إنشاء صناديق متعددة التمويلات بالإضافة إلى إتباع آلية جديدة متمثلة في الدعم المباشر للموازنة العامة للدولة لمواجهة العجز فيها.
فيما اعتبر المهندس عبدالله محسن الاكوع في ورقته التي تناولت حيثيات اجتماع لندن أن تفاعل اليمن مع هذا الاجتماع أبعدها عن تصنيفها كدولة راعية للإرهاب، لافتاً إلى أن اليمن ذهب إلى الاجتماع في حالة من الذهول والمفاجأة من الحملة الإعلامية الدولية المركزة التي صورته كمصدر للخطر يهدد الأمن الإقليمي والعالمي. وشدد الاكوع على ضرورة الاصطفاف الوطني عبر حوار كافة الأطياف السياسية والاجتماعية في الساحة لمواجهة تحديات الوطن.
هذا وقدتخللت الفعالية العديدمن المداخلات القيمة حيث تحدثت الدكتورة /خديجة الماوري أستاذة العلوم السياسية بجامعة الحديدة حيث طالبت رئيس الجمهورية في حديثها باستمرارالحوارالذي أعلن لمناقشة القضايا الوطنية العالقة وأشارت أن مؤتمرلندن هولصالح السعودية عندما أشتبكت مع الحوثيين في الصراع أما اليمن فقدخاضت حروب خمسة مع المتمردين الحوثيين ولم يعقد مؤتمرلندن الاعندما دخلت السعودية الصراع حدتعبيرها وأشارت الدكتورة خديجة الماوري بالنسبة لمؤتمرالرياض أن على اليمنيين الذهاب للمؤتمروهم رافعي رؤسهم وأن يجعلومصلحة اليمن فوق كل أعتباروختمت حديثها أن على اليمنيين أن يعتمدوعلى أنفسهم ويعززوالترابط فيما بينهم وأن لاينظروالى الاخرين وتمحورت كل المداخلات أن على اليمنيين مواجهة الاخطارالتي تحدق بهم ويتحدولمواجهة هذة الاخطاروالعمل بروح الفريق الواحد لبناء الوطن حضرهذة الفعالية العديدمن قادة منظمات المجتمع المدني والباحثين ومراسلي وكالات الاعلام المختلفة