الاثنين، 30 نوفمبر 2009

تداعيات وأحداث وشجون وطنية بين الحقيقة والخيال في ظل سياسة (مابدى بديناعلية







بقلم:علي ناصرالجلعي
 أولا كل عام وأنتم بخير ووطننا الحبيب في خيروسلام وأنا في حالة من الاستذكاروإسترجاع الاحداث التي تدورفي بلادنا الحبيبة وأمام شاشة التلفازوخصوصا الفضائية اليمنية تولد لدي الاحساس بوجود هيبة الدولة من خلال نشرة الاخبارالتي تعرض أنشطة مسئولي الدولة وحضورهم المهرجانات والانشطة الرسمية ونلاحظ الخطابات الرنانة التي تحتوي على أجمل وأحسن الالفاظ ممايدل أن الوطن في خيروأمن وأستقرارومايجري هوأستغلال المناخ الديمقراطي وبدون سابق أنذاروغريزة حب الاستطلاع في النفس البشرية أنتقل من الفاضية اليمنية عفوا الفضائية الى قنوات أخرى وخصوصا الاخبارية وأسمع وأرى صورا يندى لها الجبين تحكي قطع طريق ومظاهرات وأرتال من البشرترفع علم وترددشعارات أنفصالية ولا أعلم أين الحقيقة من الخيال لقديأست من ذلك والحل النزول للشارع كونة سيدالموقف

ونزلت الشارع فإذا بي أسمع مالا أطيق الناس تشكي من ردائة الخدمات الضرورية بل فقدانها لاتوجدمياة وكهرباء حالها يعرفة الكثيرين منا نافذين ورجالات الدولة الكبارهم من يخترقون النظام والقانون دون حسيب أورقيب يمارسون أقسى أنواع البلطجة والنهب والاستهتاربالقوانين حتى على مستوى رفضهم لتسديد فواتيرالكهرباء والمياة والتلفون والمواطن المسكين أذا تجاوزت الفاتورة خمسة الف ريال بسبب عدم قدرتة على التسديد يقطع التيارفورا ولايعادالا بعد دفع غرامة إعادة التوصيل أما قيادات الدولة والمسئولين على تنفيذ القانون كما يظهروفي وسائل الاعلام المختلفة وفي الحقيقة مخترقي القانون ومعطلي النظام لا أحديتجراء أن يقترب نحومنازلهم فكل عامل وموظف وحتى المديرالعام يعرف ماذا سيكون مصيرة ؟وهذة حقيقة ونعرفها جميعا لكن البعض يعمل بالمثل(الباب اللي تجيك منة ريح سدة وأستريح )ومن لايصدق فليطلع على مديونيات المؤسسات الايرادية الحكومية ويعرف كل شيئ ممايؤسف لة هوتحالف رجال الاعمال والمتنفذين في الدولة فعندما نسمع عن أختطاف تاجرأوشخصية كبيرة تقوم الدنيا وتظل الاجهزة الامنية في حالة أستنفارقصوى وكذلك وسائل الاعلام حتى يعودسالما أما أذا كان غيرذلك فالامريختلف وأضرب بمثل وهوالمقدم/بسام سليمان طربوش رئيس قسم التحريات بالبحث الجنائي أختطف قبل ستة شهورولم نعلم أونسمع عبروسائل الاعلام الاعن طريق أسرتة والرجل يحارب القاعدة وتجارالمخدرات وقدأحبط قبل أختطافة عملية تهريب خمورومخدرات ولم يوفرلة الحراسة الامنية اللازمة بحكم عملة وبحكم موقع عملة في محافظة مأرب.خلال هذة الفترة كان بإمكان وزارة الداخلية بذل كل طاقاتها للافراج عنة حتى ولوبالمقايضة فهويمثل هيبة الدولة وأهانتة تعتبرإهانة للدولة ولكن لم تحرك وزارة الداخلية ساكنا وممايؤسف لة أن القاعدة أعدمتة وبثت ذلك في شريط فيديوعبرالانترنت ولم نسمع الى يومنا هذا أي بيان ينعي الفقيدأوتوضيح الحقائق والسكوت علامة الرضا مما يدورشك في من الذي أعدم المقدم/بسام سليمان طربوش؟؟؟مايدورمن أنفلات أمني هوبسبب ضعف هيبة الدولة بالله عليكم لوسمعنا أن الدولة شنت حملة عسكرية على مختطفين وضربت بيدمن حديدوسمعنا في وسائل الاعلام أن قوات الامن ضربت أوكارالمختطفين ممانتج عنة قتل الخاطفين والمختطفين والقرية التي أوت الخاطفين؟هل سنسمع عن عملية أختطاف أخرى الجواب لا والف لا طالما ومصيرالخاطف معروف لكن عندما نسمع بأن عملية الاختطاف نتج عنها دفع مبلغ من المال وووو..سنجد أن غدا سيظهرالف مختطف من أجل تلبية رغباتة وهنا تكمن الخطورة وتضعف هيبة الدولة وتصبح مصدرللابتزازوتلبية المطالب الغيرمشروعة كذلك نسمع عن تقطع في طريق عدن صنعاء وقتل مواطنين وينسب ذلك لتصريح لمصدرمسئول أين هيبة الدولة .لوتم القبض على من أرتكب جريمة حبيل جبروتحاكم وأعدم هل سترتكب هذة الجرائم برغم كما سمعنا أن القاتل حرطليق ولماذا عجزت الاجهزة الامنية عن القبض علية نحن لانريد بيانات تنديد وأستنكار بمايحصل نحن نريد محاسبة كل من قصرفي أداء واجبة ماذا يدل على وجود مسلحين يقطعون الطريق هذا يدل علا عدم وجود الامن ومعروف من يتحمل المسؤلية لوتم محاسبة كل من قصرلن يحدث مايحدث اليوم لوكل مديرتحاسب على تقصيرة وكل وزيرتحاسب على تقصيرة كل واحد سيحرص على أداء واجبة لأنة يعرف أن مبداء الثواب والعقاب موجود ولكن نحن نتبع سياسة مابدى بديناعلية وسنظل هكذا حتى تظمحل الامورونفقد السيطرة ويحدث ما لا يخمد عقباة أن قطع الطريق وسلب وقتل المواطنيين مؤشرخطيرجدا جدا علينا الوقوف تجاة ذلك بمحمل الجد في ظل الاوضاع التي نعيشها وأذا دعينا للحوارفهذا لايكفي ولابد من أيجادوتفعيل قنوات الحوارعلى أرض الواقع















السبت، 28 نوفمبر 2009

من الشامل الى أوباما منارات












حضرموت / رباب سعد مرجان


تتداول الأوساط الشعبية والنُخب السياسية والمثقفة في محافظة حضرموت, وثيقة بادر قياديون حراكيون بإعدادها لترفع للقيادة السياسية بعد تحقيق إجماع شعبي على ما جاء فيها.
هذه الوثيقة تطالب بإقالة محافظ المحافظة سالم احمد الخنبشي من منصبة , وتسوق 14 سبباً للتأكيد على مشروعية مطلبها وبالتالي جدارة أعمالة والأخذ به , وقد ساق مع\و الوثيقة تلك الأسباب تحت عنوان (غيض من فيض ..ما يؤكد فشل المحافظ(الخنبشي) وعجزة ) ,وحددت ما ارتأته أسبابا موجبة للإقالة في الأتي:
1. عدم نفاذ أوامره وتوجيهاته لدى عدد غير قليل من المديرين العامين للمرافق والمؤسسات الحكومية (مثالاً على ذلك: العقار، الأمن، النيابة العامة)، وعلى علمه ودرايته بذلك لم يتخذ إجراءً صارماً إزاء أحدٍ منهم.
2. عدم اكتراثه بقضايا المواطنين وعجزه "المزمن" عن حل الكثير منها بدعوى وزعم أن لا صلاحيات لديه.
3. إغلاقه بالضبة والمفتاح لما نسبته (70%) مما كان يُقدم من مساعدات وإعانات للمستحقين، وإذا ما منّ بإعانة لمستحق إلتجأ إليه جاءت هزيلة ضئيلة لا تكاد تُذكر.
4. غير مُدرك لتبعات ونتائج عدم اهتمامه وجديته في تقديم حلول لمشكلة (حوي الأسماك) القائمة بين صيادي المكلا وروكب، بالرغم من علمه ويقينه بما يمكن أن ينجم عن هذه المشكلة من تبعات كارثية ستدفع ثمنها المحافظة وأبناءها، أن لم يتدارك ذلك العقلاء وعلى رأسهم المحافظ.
5. انطوائيته على نفسه وعزلته عن أوساط المجتمع ونُخبه وفئاته وشرائحه وإيلاءه اهتماماً بناقته وصغيرها لا يولي (50%) منه لاحتياجات الناس وتطلعاتهم وإيجاد حلول جادة لمشكلاتهم والعمل على التخفيف من معاناتهم.
6. عدم ممارسته صلاحياته - من موقع رئيس اللجنة الأمنية- السيول والأمطار التي حلت بالمحافظة بداية عهده، من أضرار بالطُرقات مما تسبب في حوادث مرورية عديدة كانت محصلتها جرحى وإزهاق أرواح، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
في الحد من غلواء أمن وبحث المحافظة في الاحتجازات العشوائية للصبية وكبار السن، وعدم تجاوبه مع ذويهم حين يلتجأون إليه إلتماساً لتدخله مما زاد الأوضاع تأزماً واحتقاناً ونتج عن ذلك ردود فعل غاضبة وولّدَ مواقف عدائية من "الوحدة" وخلق مناخات خصبة لاطلاق دعاوى الانفصال وفك الارتباط، يأساً وتبرماً من التغيير فيما هو كائن وترديه نحو الأسوأ
7. وقوفه موقف المتفرج من القراصنة الصوماليين الذين يعيثون فساداً في البحر الواقع في النطاق الجغرافي للمحافظة، من خلال ممارساتهم شتى أنواع التنكيل بالصيادين والبحارة اليمنيين عامة، وأبناء حضرموت خاصة، من نهب وسلب وبلطجة نجمّ عنها قتلى وجرحى وتسببت في خسائر كبيرة للبحارة والصيادين اليمنيين، فيما المحافظ – ازاء كل هذا الترويع- سادر في غيِهِ..عاملاً بالحكمة البوذية المشهورة (لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم)!!
8. سلبيته وصمته ازاء ما تشهده المحافظة من أعمال تهريب مستمر في مخصصاتها من المحروقات والمواد الغذائية إلى الصومال على ظهور قوارب الصيد اليمنية التي يستأجرها المهربون الصوماليون، ويُخرجون تلك المواد على ظهورها بزعم أخذها إلى جزيرة سقطرى، مما جعل المحافظة تعاني أزمة مزمنة في المحروقات وغلاءً مستمراً في أسعار المواد الغذائية، وكأن المحافظ غير معني بشيءٍ من هذا القبيل!!
9. لم يُبدي التفاتةً - ولو من قبيل الإنسانية- لمعاناة المواطنين وشكواهم المستمرة من الارتفاع الغير مفرمل وبلا حدود في قيمة الاستهلاك للماء والكهرباء والهاتف التي تصل مبالغها في الفواتير إلى أرقام لا تُصدق!!
10. عدم قيامه بأي جهد يُذكر لإصلاح ما أحدثته كارثة
11. افتقاده الحزم والتعامل بمسئولية مع ظاهرة الاختطاف التي طالت حتى الأطفال القُصّر!!
12. سيرهِ سير السلحفاة، في رفع المعاناة عن المتضررين من كارثة الأمطار والسيول وإيجاد حلول عملية وجذرية عاجلة لمعاناتهم.
13. لم يتوفر لديه حتى الآن مثقال ذرة من جسارة تؤهله لتغيير فاسد من رموز الفساد المعروفة التي تغوّلت وفرّخت في عهده الميمون.
14. عدم إيلاءه أي اهتمام يُذكر بملفات بالغة الأهمية والخطورة وتمثل "قنابل" موقوتة تتهدد سكينة المجتمع وأمنه واستقراره، مثل مشكلة الأراضي وإشكالياتها، وظاهرة ازدياد معدلات البطالة في أوساط الخريجين والشباب.
وتقل مصادر مُطلعة عن حراكيين قياديين بان المطالبة بتغيير المحافظ تأتي بعد إن توفر شبه إجماع إن أي تغيير في أحوال المحافظة وأوضاعها الحالية أصبح ميئوس منه ولا أمل يرتجي فيه في ظل بقاءه على رأس هرم السلطة المحلية.
وحتى الآن لم يُطرح بديلاً للخنبشي يرتضيه الشارع في حضرموت وان كان يتردد وبقوة في الأوساط العامة اسم شخصية يكتفون بالإيماء والرمز إليها بـ(اوباما منارات ) كأقوى المرشحين للمنصب إذا ما استجابت القيادة السياسية لمطلب السواد الأعظم من المواطنين في حضرموت.
ويقول مراقبون إن (اوباما منارات) هذا, شخصية إعلامية تدرج في أكثر من موقع قيادي إعلامي وعلى صعيد المنظمات الجماهيرية والإبداعية بالمحافظة ومشهود لها بالتميز والجرأة في كتاباتها فضلاً عن الكاريزما التي تتمتع بها في الأوساط الشعبية ,كما يُعدُ صاحبها –وان كان من محبي البُعد عن الأضواء- من ابرز واهم واضعي برامج وخطط المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات" وراسمي سياساته .
جدير بالإشارة إلى إن "منارات" يرأس هيئته التأسيسية اللواء علي محسن صالح الأحمر فيما يرأس مجلس إدارته الشيخ احمد إسماعيل أبو حورية , إما مجلس أمناءه فبرئاسة الشيخ يحيى علي الراعي.



الخميس، 26 نوفمبر 2009

المؤسسة الوطنية لمكافحة الاتجاربالبشر تدين الجريمة البشعة التي راح ضحيتها المقدم/بسام سليمان طربوش وتطالب نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والامن ووزيرالداخلية بتقديم أستقالتهم






















الحمدلله القائل (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)

لقدتابعت المؤسسة أختفاء المقدم بسام سليمان طربوش منذحوالي ستة شهورعبرأحدأقاربة وطلبنا من أقاربة رسالة خطية تؤكد أنة مختفي أومختطف حتى تتبنى المؤسسة قضيتة بشكل قانوني والبحث عنة عبركافة أجهزة الدولة والمنظمات الجماهيرية ولظروفهم التي يعيشونها بسبب أختفاء رب الاسرة الذي هوأحدرجال الامن لم نتمكن من الحصول على تلك الرسالة رغم متابعتنا لاحدأقارب الشهيد علما أن أسرتة قدطرقت كل ألابواب ورفضت الادلاء لكل وسائل الاعلام باي تصريح ومن ضمنها ماطلبتة المؤسسة منهم وهورسالة تؤكد أختفائة حرصا منهم على سمعة وهيبة الدولة وللاسف الشديد لم تقوم الاجهزة الامنية بواجبها تجاة أحد عناصرها وقيادتها حيث قوبل بالاهمال حتى تم أعدامة من العناصرالمجرمة والمنتمية لتنظيم القاعدة أن المؤسسة تدين وبشدة الجريمة البشعة التي أرتكبت وتحمل مسئولية ذلك نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والامن ووزيرالداخلية الذين عجزوعن حماية أحد القيادات الامنية والذي لة أكثرمن ستة شهورحيث تم أهمال القضية بل وعجزوعن حماية أحدافرادالامن المخلصين فكيف سيحموالوطن أن المؤسسة باسم أهالي الشهيد وباسم كافة أبناء الشعب اليمني ندعونائب رئيس الوزراء ووزيرالداخلية الى الاستقالة من مناصبهم ونطالب الدولة تحويلهم الى التحقيق بسبب أهمالهم لقضية أختطاف الشهيد رغم متابعة أسرة الشهيد لهم منذأختفائة حتى تم أعدامة هذا وتتسأل المؤسسة لماذا يتم الافراج الفوري لبعض المختطفين وأرسال الحملات الامنية والبعض الاخرتطول فترة أختطافة وتنتهي بالاعدام نرجومن الجهات المختصة الاجابة عن هذا الغموض هذا والله من وراء القصد

صادرعن المؤسسة الوطنية لمكافحة الاتجاربالبشر_صنعاء 25/11/2009م





الاثنين، 23 نوفمبر 2009

من الذي يصنع الازمات ؟ سؤال محيريحتاج الى إجابة








نعيش هذة الايام أيام مباركة وهي العشرالاوائل من شهرذي الحجة وهي مناسبة دينية عزيزة على كل المسلمين ولها فضائل كبيرة كونها ترتبط بموسم الحج وهذة الايام توحد وتجمع المسلمين في أرجاء العالم في مكان واحد وهدف واحد وهوالتقرب الى الله سبحانة وتعالى ليغفرالذنوب من خلال أداء مناسك الحج ولهذة العشرة الايام طابع خاص لدى المسلمين ففيها تكثرالطاعات وتوزع الصدقات ويتألف الناس وتتوفركل الاشياء ويظهرالخيرويتماسك المجتمع ففي يوم العيد توزع اللحوم والهدايا للفقراء والمساكين وتظهرالابتسامة على كل أفرادالمجتمع في جميع أقطارالعالم الاسلامي وتسعى كل الدول الى توفيركل الخدمات الضرورية خلال هذة الايام باستثناء حكومتنا الرشيدة الحكومة اليمنية ففي كل المواسم الدينية شهررمضان أوقرب عيد الاضحى نجد أزمة في مادة الغاز المادة الضرورية للمنزل وفي كل عام منذنعومة أظفاري والى اليوم ومثل هذة الايام نعيش أزمات خانقة لمواد ضرورية لاتحتمل التأخير هذا السؤال محيرني ولم أجد له أجابة واقعية مقنعة بالرغم أنة قبل بضعة أيام فخامة الاخ الرئيس يدشن أول شحنة تصدرمن الغاز الى العالم بمعنى نحن بلد مصدرفكيف نصدرالغاز ونحن بأمس الحاجة الية كذلك لاأعلم لماذا حكوماتنا تعشق الازمات هل أصبحت مدمنة الازمات أم ماذا؟ حتى النظام السياسي لماذا يعشق الازمات بل ويعيش في أوساطها وعلينا مراجعة الاحداث سنجد أن النظام في اليمن لايستطيع أن يعيش بدون أزمات حتى لوأختلق أزمة الغاز وخصوصا قبيل الاعياد هل هومرض أم أستمتاع بتعذيب الناس أم أن الذين يقودون البلاد لايعلموا ماذا يدورفي الشارع اليمني ؟ويسمعوكلمة كلة تمام يافندم لقديئسنا من هذة الكلمة التي صدقناها وأعتمدنا عليها ونتائجها اليوم واضحة للعيان ونعياشها ونكتوي بنارها جميعا دون أستثناء وعيدمبارك والجميع بخيروكل عام ونحن في أزمة غاز....


بقلم :علي ناصرعلي الجلعي



alnasser1975@hotmail.com






الأحد، 22 نوفمبر 2009

في فعالية مركزدال الطيب بشير:الوحدة اليمنية أنجازلكل اليمنيين والصفحة البيضاء في كتاب الامة العربية في القرن العشرين

















الدكتورحمودالعودي :الحل الفاصل والوحيد هو وجود مشروع وطني جماعي اجتماعي يقلب الموازين ويجعل من السياسية تابعا لا متبوعا وانه على كل من يحكم اليمن ان يعي ان الشراكة السياسية وعدم الالغاء والتهميش هي الطريقة المثلى والاسلم لمن يريد ان يحكم اليمن




في اطار البرنامج الثقافي للعام 2009م لمركز دال للدراسات والانشطة الثقافية والاجتماعية اقيمت اليوم الاحد 22/11/2009م بمقر المركز فعالية المركز الاسبوعية والتي كانت بعنوان ((الوحده اليمية –كيف ندخل العقد الثالث- قراءة نقدية))للباحث السوداني الشيخ /الطيب بشيررئيس حزب ألامة السوداني فرع اليمن
بداء الشيخ الطيب حديثه بمقدمه رائعة حول الوحدة اليمنية باعتبارها انجاز وطني قومي عربي كبير وصفها بانها الصفحة البيضاء الوحيدة في كتاب الامة العربية في القرن العشرين وقال ان الوحدة اليمنية درع ووعاء لكل اسهام وطني من ابناء اليمن والامة العربية الا من ابى,وان الوحدة اليمنية اساسها متين وعضمها قوي حتى وان وجدت بعض الجراح والاخطاء في الجسم الخارجيوقال الشيخ /الطيب بشير انه من المفترض ابعاد الوحدة من دائرة الصراع السياسي باعتبارها انجازا لكل ابناء الوطن ,وانها بالرغم من كونها كذلك الا ان الوحدة اليمنية لم تستوفي حقها على المستوى الفكري والثقافيوانتقد الشيخ الطيب بشير قصور الفهم لدى الكثيرين عن الوحدة اليمنية واهميتها وصعوبة تحقيقها وقال ان الكثيرين لم يفهموا ان الوحدة واجهت صعوبات كثيره وانها اول تصدع في جدار الاستعمار وانها نفذت باعجوبه من القطبية الاحادية وانه الا الان لم تتاح الفرصه للوحدة اليمنية ولم تتمكن من صنع فرصة لنفسها في اثبات انها قدوة للامة العربيه والاسلامية كما اكد الطيب ان المثقف والسياسي اليمني لم يستوعب دوره في حماية الوحدة وواجبه في الدفاع عنها واستغرب الطيب عدم وجود مركز دراسات خاص بالوحدة اليمنية يهتم بدراسة ابعادها ومشاكلها وتطوراتها وقال ان من المفتلارض وجود مرصد تابع لمركز دراسات الوحدة يهتم برصد شئون الوحدة والاحداث المتتالية وبشكل يومي على حد تعبيرهوفي الندوة تسائل الشيخ الطيب بشير وقال هل استطاعت الوحدة اليمنية ان تكون مشروع اغراء لمن حولها من البلدان العربيه والاجنبية ودول عدم الانحياز وخاصة بالنسبة للاخوة المتناحرين في فلسطين التي من المفترض ان تشكل لهم مصدر الهام كبيرللتوحد ونبذ الفرقة ,وتسائل ايضا هل استطاعت الوحدة ان تخلق لنفسها فناء داخليا واقليميا وهل استطاعت خلق الكادر السياسي الواعي باهميتها ,وتسائل ايضا من اين استمدت الوحدة اليمنية مناعتها واجاب عن سؤاله ان شعور الساسة بالخطر يجعلهم يستخدمونها في اللحظات الحرجه وان ايجابيات الوحدة ينتجها الشعور الوطني في الاوعي العربي
اخيرا طرح الشيخ الطيب بشير تساؤله الهام وهو كيف يجب على اليمنين ان يدخلو العقد الثالث للوحده ؟ وقال انه يجب ان نستفيد من اخطائنا في العقدين الماضيين وان الوحدة دخلت مرحلة الشباب بعد عشرين عاما وانها اصبحت اكثر نضوجا وعليه يجب ان ندخل بها العقد الثالث برؤية جديدة اكثر وضوحا وجدية ,رؤية تحافظ على الوحدة كانجاز خالد صحيح من الجراح والاخطاء وان نتخلى عن العقلية القديمة في النظر للوحدة وان نعمل على ترسيخ ثقافة الوحدة وايجاد وحدة اجتماعية تجانسية الى جانب الوحدة السياسية
واختتم الطيب الندوة بالعديد من التوصيات والمقترحات التي من شانها الحفاظ على الوحدة وتقويتها وتصحيح مسارها والدخول بها في بداية العقد الثالث الى افاق اكثر وضوحا ومشاركة بين الحاكم والمحكوم:-
بعد ذلك فتح باب النقاش وتحدث الاستاذ الدكتور عبد الاله ابوغانم والذي اكد على ضرورة ايجاد وعي مجتمعي باهمية الوحدة اليمنية وقال انه تقع على عاتق المفكرين والمثقفين اليمينيين مسؤلية نشر ثقافة صحيحة خالية من التعصب عن الوحدة حتى لو تطلب الامر خروجهم الى الارياف والمجتمعات المغلقة لتحقيق هذه المهمه الوطنية أما
الدكتور عبدالله معمر كان له راي حول الوحدة اليمنية حيث قال ان الوطن يمر الان بمرحلة صعبة واننا ندخل ان لم نكن دخلنا نفقا مظلما وتحدث عن معاناة جيل ماقبل الوحدة من الاحداث والحروب واثار التشطير وانه لم يشعر الجيل الحالي باهمية وفوائد الوحدة كما استشعرها الجيل السابق الذي لمس بيدة تلك الماسي والمعاناة
واظاف الدكتور عبد الله معمر انه كان يجب علينا ان نسال انفسنا بعد الوحدة كيف نحافظ على هذا الانجاز لانه من السهل على الانسان ان يخلف ابناء لكن المهم هو كيف يعمل على رعايتهم والاهتمام بهم على حد تعبيره
من جانبه قال الاستاذ/ احمد هزاع ان الوحدة اليمنية ليست من صنع الزعماء وانما من صنع الشعب الذي التف حول الوحدة وايدها وعمل على دعم كل الافكار والتوجهات الوحدويه
الاستاذ /سمير مريط قال بان الوحدة السياسية كان لا بد من تدعيمها بوحدة ثقافية واجتماعية تعمل على خلق هوية مشتركة وثقافة واحدة لكل ابناء المجتمع وقال ان تحقيق الوحدة السياسية لم يكن لوحدة كفيل بان يجعل المواطن في الجنوب يفهم ثقافة المواطن في الشمال والعكس وان ذلك كان يستلزم وجود اختلاط بشري واجتماعي بين جميع ابناء الوطن وانه كان على الدولة المساعدة على انشاء وتقوية تلك العلاقات وأختتمت المداخلات بكلمة رئيس المركز الاستاذ الدكتور حمود العودي حيث طرح طرحا اجتماعيا مميزا قال فيه ان اليمن يفاجاء العالم باستثنائات غير عادية وفي اوقات وضروف غير عادية حيث ان الثورة اليمنية قامت مباشرة بعد حدوث الانفصال الماساوي بين مصر وسوريا عام 1961م كما ان طرد الاستعمار من جنوب الوطن ورحيل اخر مستعمر حدث مباشرة بعد نكسة 67 بل ان ثورة 48 في اليمن ايضا اتت في مرحلة وضروف استثنائيه, وقال انه ربما هي الصدف التي تجعل من اليمن يصدر الانجازات في اوقات الازمات لكن الصدفة ليست من يجعل شعبا عضيما كالشعب اليمي يسطر هذه الانتصارات ولكن ربما لان اليمن عادة ما تكون خارج اطار السلطة المطلقة التي تتحكم في المنطقة والعالم
واضاف الدكتور العودي ان اليمن لا يمكن ان ينتصر فيها احد على احد انتصارا حاسما وان يستطيع ان يلغي الاخر مهما يكن وانه لا يمكن ان يكون هناك فرعونا في اليمن يخضع الجميع لسلطته وارجع العودي السبب في ذلك الى ان ندرة وقلة موارد هذا البلد وطبية وصفات ابنائة القائمة على الندية والتكافؤ هي ما يمنع وجود مثل هذا النظام التسلطي وحتى ان وجد فهي تعمل على عدم انجاحه واختتم الدكتور حمود العودي مشاركتة بالقول ان الحل الفاصل والوحيد هو وجود مشروع وطني جماعي اجتماعي يقلب الموازين ويجعل من السياسية تابعا لا متبوعا وانه على كل من يحكم اليمن ان يعي ان الشراكة السياسية وعدم الالغاء والتهميش هي الطريقة المثلى والاسلم لمن يريد ان يحكم هذا البلد
وفي ختام الندوة اجاب الشيخ الطيب بشير على اسئلة المتداخلين واوضح بعض النقاط التي اثارها الحاضرين وشكر المركز وادارته وتم بذلك اختتام فعاليات المركز على ان تستانف بعد اجازة عيد الاضحى المبارك


الجمعة، 20 نوفمبر 2009

الاعلام المصري يبث ثقافة الكراهية والعداء بين العرب





تابعت المبارة بين الاشقاء في مصروالجزائرومادارمن تبعات لهذة المبارة من أعتداءات للفريق الجزائري في مصرعلا أرض مصر
وقبلها كانت مبارة للفريق المصري والجزائري في الجزائرولم يحصل شيئ وفي السودان الشقيق حصل بعض الاشياء الطفيفة التي لاتمثل
الشعبين الشقيقين والحمدللة لم يحصل شيئ أوتزهق أرواح ولكن للاسف الشديد أخواننا المصريين يأججوالوضع ويصعدوالموقف أن سلاح
الجوالجزائري ينقل قوات خاصة ومسلحين بالسيوف للاسف الشديد نأسف لما حصل لاخواننا المصريين لا أستطيع أن أصف الموقف كل القنوات
الاعلامية والرسمية وفي برامج مباشرة .أنهم بذلك أستفزومشاعرالعرب حيث لوح بعض المذيعيين أن مصريكن لها الحقد من قبل العرب والجزائريين ولوالبعض لم يفصح عن ذلك بسبب دورمصر القومي وكل الاشقاءالمصريين يتحدثون عن أن الكرامة المصرية قد أهينت هل هذة أم الكنانة تصل الى هذا المستوى ؟هل الشقيق الاكبريكون هكذا ويكون صدرة ضيق وللاسف شخصيات مصرية أنجرت وكبرت الموقف وأصبت بصدمة لموقف القومي العربي الكبير مصطفى بكري هل هذا منطق دعاة الوحدة العربية الشاملة أذا الكرامة المصرية قد أهينت فالسبب هوالاعلام المصري الاهلي والرسمي ومن وجهة نظري الكرامة المصرية محفوظة شيئ محزن أن أخواننا في مصريتعالوعلا السودان الشقيق ويقولو أن أقامة المبارة في السودان كان غلط لان السودان لاتوجد لها أمكانيات أوخبرة وتجريح علا الفضائيات من قبل مستشارين قانونيين ندائي لاخواني المصريين أن يحافظوعلى مكانتهم التاريخية ولايجب أن يعايرومايقوموبة من واجب وأن يترفعووممايؤسف لة تصريح وزيرالخارجية المصري على قناة العربية بأن هم كسبوالمعركة شيئ مؤسف جدا جدا أن توصل مصرلهذا المستوى ومكانها أكبرمن هذا بكثيرجدا وتحية للاشقاء في الجزائر لصمتهم وعدم تعليقهم على ماحصل وللاسف الاعلام المصري أساء لكل العرب وللجامعة العربية ومايدورهوبمثابة دق طبول الحرب أرجومن كل أشقائنا المصريين أن يغلقوهذا الملف أعلاميا ويحل عبرالقنوات الدبلوماسية وشكري للدكتور/حسن راتب على كلامة علاقناة المحوربقولة يجب تناول الموقف بمنهجية وليس بتأجيج فردي مع تحياتي لكل أهلنا في مصر



الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

ضمن برنامجه ألتأهيلي السنوي مركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان"تأهيل (30) شابا وشابة في المفاهيم الأساسية لحقوق الإنسان"

ضمن برنامجه ألتأهيلي السنوي مركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان

"تأهيل (30) شابا وشابة في المفاهيم الأساسية لحقوق الإنسان"

                                                                                                     



تفتتح اليوم الثلاثاء 17/11/2009م بقاعة مركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان الدورة ألتأهيلية في المفاهيم الأساسية لحقوق الإنسان والتي تستهدف (30) شابا وشابه من الجامعات اليمنية والخرجين حديثا وتستمر هذه الدورة ثلاثة أيام وسيتعرف خلالها المشاركين على مكونات الشرعة الدولية – واتفاقية حقوق الطفل واتفاقية السيداو.
تأتي الدورة تكريسا للدور التو عوي الذي يقوم به المركز تجاه الشرائح الاجتماعية المختلفة (شباب، محامين، مدرسين، نشء، مرآة، ناشطين حقوقيين).
حيث شهد عامنا هذا العديد من الدورات والفعاليات التي تترجم رؤية المركز وهي تحقيق وحماية الكرامة الإنسانية .
يذكر أن المركز قد استهدف الجامعة بأربع دورات تأهيلية في العام التدريبي 2009م.


الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

مجلس تنسيق منظمات المجتمع المدني يدعو بقية منظمات المجتمع المدني للانضمام الية من اجل الحفاظ على المكاسب الوطنية وتقديم رؤية موحدة لمنظمات المجتمع المدني للاصطفاف الوطني



عقدت الهيئة التنفيذية لمجلس تنسيق منظمات المجتع المدني أجتماعها الدوري اليوم برئاسة الاستاذالدكتور/حمودالعودي رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس
حيث أستعرضت الهيئة المهام الموكلة اليها وماقد أنجزنة خلال الفترة الماضية حيث بدأء الاجتماع بكلمة الدكتور/حمودالعودي الذي أستعرض دورالمجلس خلال الفترة الماضية والاوضاع التي يمربها البلادودورمنظمات المجتمع المدني في هذة الفترة التي تمربها اليمن وضرورة تقديم رؤية منظمات المجتمع المدني من خلال وثيقة حماية الوحدة والتغييرالوطني الديمقراطي التي أقرتها منظمات المجتمع المدني هذا وقدأقرالاجتماع تشكيل لجنة برئاسة الاستاذالدكتور/حمودالعودي وعضوية الاخوين 1-عبدالمجيدحنش الامين العام 2-قايدصالح الطيري الامين العام المساعدعلى ان تتولى اللجنة أعداد رؤية منظمات المجتمع المدني من خلال وثيقة حماية الوحدة والتغييرالوطني الديمقراطي كما اقرالمجلس أقامة العديد من الفعاليات الفكرية والثقافية ودعى بقية منظمات المجتمع المدني التي لم تتمكن من المشاركة في المجلس الانضمام للمجلس حتى تقوم منظمات المجتمع المدني بدورها المناط بها في قضايا الوطن وتكون رؤية موحدة للخروج من الازمة التي نعيشها وتقدم المجلس بازكى أيات التهاني والتبريكات للشعب اليمني وعموم الشعوب العربية والاسلامية بحلول موسم الحج وعيدالاضحى المبارك هذا ومن المقررأن يقدم مجلس تنسيق منظمات المجتمع المدني رؤيتة حول الاصطفاف الوطني عقب أجازة عيد الاضحى المبارك


ضمن فعاليات مركزمنارات الثقافية وإختتاما لمحورالاعلام عقدت اليوم بمنتدى منارات محاضرة بعنوان (دورالاعلام في الثورة والوحدة )القاها الاستاذالدكتور/محمدعبدالجبارسلام أستاذالاعلام بجامعة صنعاء والتي كانت بسردتاريخي عن دورالاعلام عبرمراحل النضال اليمني ضدالاستعماروالامامة

وأشارالدكتور محمد عبدالجبار سلام الى الدور السياسي التحرري في الصحافة ضد الإمامة والاستعمار إلى أربعينيات القرن المنصرم.

وتحدث عن انقسام الصحف في الخمسينيات والستينيات إلى مؤيدة للاستعمار بصورة غير مباشرة ومطالبة بالتحرر منه وإزالة الحكم الكهنوتي المتخلف تدعو كخلاصة لهذا النضال وهدف رئيس وعام لتحقيق الوحدة الوطنية اليمنية وقيام جمهورية يمنية موحدة. ونوه الدكتور سلام بما مثلته مدينة عدن من ملاذ لليمنيين وللأفكار والاتجاهات الوطنية والنظام الثوري والجمهوري لليمن وتشكيل الأحزاب والمنظمات الوطنية في شتى المجالات. واعتبر قيام ثورة 26سبتمبر 1962م منعطف تاريخي ومفصلي في مسيرة النضال الوطني نظراً لانتقال الثقل الوطني الثوري الذي شكل ألوان الطيف اليمني إلى صنعاء للدفاع عن الثورة والجمهورية من خلال انخراطهم في الحرس الوطني. وقال الدكتور سلام: بعد تحول صنعاء إلى مركز الثقل التي كانت تحتله عدن قبل قيام الثورة بدأت قوى الثورة في الجنوب تخطط وتعمل من صنعاء على تشكيل الجبهة القومية ثم جبهة التحرير وغيرها من الحركات الوطنية وقد سخرت إذاعة صنعاء برامج وتعليقات للإشادة بالثورة الاكتوبرية في الجنوب كامتداد للثورة السبتمبرية في الشمال وخصصت الكثير من برامج إذاعة تعز للقضية (الثورة في جنوب اليمن المحتل).

وأضاف" هكذا استمرت الجهود الإعلامية في القيام بدورها الطليعي لإنجاح الثورة اليمنية باعتبار نجاحها بوابة مفضية لتحقيق الوحدة اليمنية". وأشار إلى ما شهدته الصحافة بعد قيام الثورة من انفتاح وحرية ويضيف " إلا اننا لم نشاهد المواقف التي نراها في صحافة اليوم التي تنادي بتفتيت وتقسيم اليمن وبعودة الإمامة والأمراء والسلاطين بكل صراحة وبصوت عالً وواضح وبدون خجل من تضحيات الشعب اليمني طوال تاريخه القديم والحديث والمعاصر. وشدد الدكتور سلام على ضرورة التصدي لهذه الأصوات النشاز عبر الصحف وكل وسائل الاتصال والإعلام عبر الندوات والحوار الواسع. وأشار في ختام محاضرته إلى ضرورة قراءة الأربعة العقود المنصرمة في تناول الصحافة لأحداثها والمشهد الإعلامي الراهن واستشراف ملامح وأفاق المستقبل ببعديه الاستراتيجي والمنظور.لافتاً إلى أن التحولات التي شهدها اليمن ما قبل إعادة تحقيق الوحدة وما بعدها يشكل الإعلام فيها سجلاً مرجعياً بالغ الأهمية والدلالة ليس لإعادة قراءة مراحل تاريخ الثورة اليمنية فحسب بل بهدف التعاطي الواعي مع أهمية دور الإعلام ومكانه في صناعة الأحداث وتحديد المواقف. وتحدث عددمن الباحثين وقيادات منظمات المجتمع اليمني حيث أشارالبعض الى أن سيادة النظام والقانون والعدل وأقامة دولة المؤسسات سيضمن بقاء الوحدة وستضمحل كل الدعوات الانفصالية والطائفية والمذهبية حضرهذة الفعالية عدد من الباحثين والاكاديميين ومراسلي وسائل الاعلام المختلفة













الاثنين، 16 نوفمبر 2009

الدكتور/محمدمصطفى مراد الخبيرالبيطري ومستشارالثروة الحيوانية في اليمن يكشف حقائق أنفلونزا ولحم الخنزيرفي منتدى صنعاء الثقافي





ضمن نشاطة الثقافي الاسبوعي عقد منتدى صنعاء الثقافي فعالية نوعية حول مرض أنفلونزا الخنازيروأضرارلحم الخنزيرللدكتور/محمدمصطفى مرادالخبيرالبيطري ومستشارالثروة الحيوانية في اليمن ورئيس مصلحة الصحة الحيوانية في حماة بالقطرالسوري الشقيق وفي بداية الفعالية أفتتح اللقاء الاستاذ/علي الحبيشي رئيس المنتدى معرفا بالمحاضرومرحبا بة في بلدة الثاني اليمن بين أهلة وأخوانة وبداء الدكتورمحاضرتة بشرح موجزعن حكمة الاسلام في تحريم لحم الخنزيركونة مخلوق يعيش بين القاذورات ويعتمد أكلة على المخلفات ويعتبرمصنع للامراض حيث يصاب ب400مرض منها 163 مرض لة علاقة بالانسان من ضمنها أنفلونزا الخنازيركما أن من ياكل لحمة يصاب باضطرابات جنسية وتفتقد الغيرة لدية علا أناتة وقدعمل العلماء تجارب لهذة الظاهرة مقارنة بالخنزير فوجدوأن الجمل توجد لدية هذة الغريزة (الغيرة على أناثة)فالجمل الواحد يستطيع الدفاع عن 100من أناثة ولايستطيع أي جمل أخرأن يقترب منهن بعكس الخنزيرالذي لايستطيع أن بمارس الجنس مع الانثى الابمساعدة خنزيرأخروهذا يدل انة لاتوجدلدية غيرة جنسية ولحم الخنزيرفية نسبة عالية من مادة الكيستروجين مما يسبب لمن ياكل اللحم انحراف جنسي وفوضى عالية وبالنسبة لمرض انفلونزا الخنازيرفهووباء عالمي وقد ظهرتقريبا ثلاث مرات في العالم ووصل الى 195 دولة خلال خمسة شهور وبداء في المكسيك في اخرشهرمارس 2009م ولكن نسبة الاصابة 94%ونسبةالوفيات 1%وبلغ نسبة المصابين في أمريكا مليون مصاب والحمدللة الان لايوجد خوف فالخوف أذا تحول الفيروس ولة 256احتمال يتحول ووصل الان الى الانذارالسادس بمعنى انة الان H1N1وهووصل الان الى H1N6وممكن يتحول الى الرقم 256وهنا تكمن الخطورة وأعراض الانفلونزالخنازيرهي إنفلونزا الخنازير، وسلالتها الجديدة التي أصبحت تنتقل بسهولة من إنسان إلى آخر، تتميز بعدد من الأعراض المشابهة في غالبيتها مع الإنفلونزا الموسمية، إلا أنها تختلف أحيانا في حدة بعض الأعراض الأخرى. وأهم هذه الأعراض الارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة، والسعال، وآلام العضلات، والإجهاد الشديد. إلا أنه ظهر أن هذه السلالة الجديدة تسبب أعراضا أشد من الإنفلونزا العادية، مثل الإسهال والقيء المتواصلين.والوقاية منها النظافة الشخصية بالدرجة الاولى والتغذية الجيدة والابتعادعن الاماكن المزدحمة والتجمعات الكثيرة واستخدام المناديل وعدم لمس الانف والعيون وشراء المواد الغذائية والتاكدمن صلاحيتها والاكثارمن شرب الماء ويفضل المياة المعدنية والجلوس في الهواء الطلق وممارسة الرياضة والاسترخاء التام والنوم الطبيعي وشرب الاعشاب مثل اليونسين واي نباتات وعدم التقلب في الجومثل التعرض للحرارة والتحول مباشرة للجوالبارد والعكس وهذة أهم نقطة للوقاية وبالنسبة للقاح لهذا المرض لايوجد الى حد الان لقاح فعال للمرض وتؤكد ذلك منظمة الصحة العالمية وتعمل جاهدة لذلك لكن أنفلونزا الخنازيركما ذكرنا متحول فهويتحول في أي لحظة ويتحول الى 256تحول وبالنسبة للقاح أنفلونزا الخنازيرأذا وجد لابد من تجربتة على عشرات الالاف من البشروهنا تكمن الصعوبة حيث لايوجد متبرعين لتجربة اللقاحات اومتطوعين ولايوجد لقاح صحيح مائة بالمائة والشركات المصنعة تجد صعوبة في ايجاد المتطوعين والفيروس متحول ومن الصعوبة ايجادلقاح وفي بيان لمنظشمة الصحة العالمية في 1/10/2009م ذكرت أنة لايوجد لقاح لمرض أنفلونزا الخنازيروحتى يومنا هذا وكل اللقاحات الموجودة لها اثارجانبية ولابدمن وجود لقاح مائة بالمائة واحسن لقاح هوالوقاية وكل الدول التي تاخذ اللقاحات تقوم ممثلة بوزارة الصحة بعمل تعهد للشركة المصنعة بعدم مسئولية الشركة عن أي أثارجانبية ناتجة عن استخدام اللقاح وهذا كلام خطيرجدا واشارالدكتور/محمد مصطفى مراد أنة بداء بحثة عن لحم الخنازيركباحث متخصص قبل عشرسنوات وقد الف كتاب تحت عنوان من أفواة علماء ومشاهيرالغرب حقائق عن أضرارلحم الخنزيروهوموجود في كل المكتبات والاكشاك وقدمت العديد من المداخلات والاستفسارات حول هذا الوباء ما إذا كان مفتعلا في مختبرات الغرب خاصة وهومتزامن مع الازمة العالمية حضرهذة الفعالية الاستاذالدكتور/محمد عبدالعزيز يسرعميد كلية الاداب بجامعة صنعاء سابقا والعديدمن الباحثين والاكاديميين .



الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

اللجنة الدولية للصليب الاحمرتزورالمركزلدولي لحقوق الانسان بمدينة تعز




زار يوم الأثنين10/11/2009م السيد/زياد أبو اللبن المنسق الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لبرنامج استكشاف القانون الدولي الإنساني في اللجنة الدولية في الصليب الأحمر وبرفقته الأستاذة/أمل مرتجى مسئول الإعلام والنشر في بعثة الصليب الأحمر باليمن والأستاذ/عبدالباسط المحمدي نائب مدير عام التربية والتعليم في محافظة تعز مركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وكان في استقباله الأستاذ/عارف المقرمي رئيس المركز والأستاذ/نشوان نعمان شمسان المدير التنفيذي والهيئة الإدارية بالمركز
وقام بزيارة لأرجاء المركز وتعرف على ما يقدمه المركز من برامج وأنشطة تهدف وتصب في خدمة الكرامة الإنسانية وما يقدمه في مجال التوعية والتثقيف في مجال القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
كما أقيمت على هامش الزيارة لقاء موسع مع العاملين في برنامج استكشاف القانون الدولي الإنساني في اليمن والذي ينفذ من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

وفي ختام زيارته أبداء إعجابه وشكره على الجهود المبذولة من قبل الهيئة الإدارية في المركز في نشر ثقافة القانون متمنياً للمركز النجاح في أنشطته المستقبلية.







--

منارات يدشن برنامجة الثقافي لمحورالاعلام بفعالية حول الخطاب الاعلامي لعميد كلية الاعلام الدكتور/احمد محمدالعجل


















اقيمت اليوم فعالية ثقافية ضمن البرنامج الثقافي لمركزمنارات ومحورالخطاب الاعلامي اليمني الذي ينظمة المركز خلال هذة الفترة انطلاقا من دورالمركزللتسليط على كل الجوانب التي نعيشها من اجل بلورة رؤى موحدة ذات روح وطنية لاصلاح كل مظاهرالاختلالات حيث القى المحاضرة الدكتور/احمد العجل عميد كلية الاعلام بجامعة صنعاء بعنوان(الخطاب الاعلامي الرسمي,الحزبي,المستقل في اليمن بين المصالح الوطنية ...والاهواء السياسية )حيث ركز على الخطاب الاعلامي الرسمي والحزبي والمسقل ايجابياتة وسلبياتة وانعكاساتة على المصالح الوطنية وكانت كالتالي:_







المحور الأول: الخطاب الإعلامي الرسمي ببين المصالح الوطنية والأهواء السياسية.
أولاً: الجوانب الايجابية للخطاب الإعلامي الرسمي، ومن خلال الملاحظات المستمرة والعابرة نجد أن الخطاب الإعلامي الرسمي له ملامحه الايجابية الكثيرة والتي تغلب علية نورد العديد منها في الأتي
1. وحدة الخطاب الإعلامي الرسمي حول تطور الوطن والحفاظ على الثوابت الوطنية والطرح الإعلامي بشكل عام ويعزز من ذلك محاولة التكامل الإعلامي بين مختلف القنوات والأجهزة الإعلامية الرسمية في إطار الرؤية الواحدة والإستراتيجية الشاملة وخاصة حول القضايا الرئيسية.
2. تميز الخطاب الإعلامي الرسمي بالتركيز على الأولويات كالتركيز على الثوابت الوطنية وترسيخ حرية الرأي والرأي الآخر في إطار الثوابت والدستور والقانون، فلمس ذلك على سبيل المثال في الصحيفة الرسمية الأسبوعية صحيفة (الوح]]3. التدرج والمرحلية في المعالجات الإعلامية للكثير من القضايا الهامة والأحداث الوطنية.
4. إمداد الجمهور بالمعلومات والبيانات اللازمة ومحاولة إشباع دوافع استخدام الجمهور للوسائل الإعلامية الجماهيرية وتبرز ذلك في نقل أحداث ونشاطات الدولة والمسئولين.
5. تلبيته في الغالب لاهتمامات الجمهور ومطالبهم وتطلعاتهم ويبرز ذلك جلياً من خلال الطرح الإعلامي المقبول جماهيرياً، وما أشارت إليه العديد من الدراسات المسحية الميدانية.
6. الواقعية والمنطقية للخطاب الإعلامي الرسمي بمستوى مقبو7. خاصية المسئولية الاجتماعية التي تعكس الخطاب الإعلامي الرسمي بمستوى مرتفع وخاصة في القضايا الوطنية الهامة وقضايا التنمية وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش السلمي وثقافة المحبة والإخاء والسلام، ونبذ ثقافة الحقد والكراهية وترسيخ الثوابت الوطنية ووقاية الجمهور وخاصة النشء من المفاهيم الضارة كالطائفية والمناطقية ومخلفات الإمامة والاحتلال البريطاني والتطرف والإرهاب.
8. التقدم الإيجابي في الوضوح والشفافية، ويلحظ ذلك المشاهد والمتابع كما يدل على ذلك المؤتمر الصحفي الأسبوعي للأخ وزير الإعلام، وحرية طرح الأسئلة عليه من قبل مختلف الصحفيين والمراسلين.
كما أنه في إطار هذا التقدم الإيجابي هناك تقدم ملموس في تفعيل دور الإعلام كسلطة رقابية تسهم في محاربة الفساد ويبرز ذلك في الإعلام بالعديد من الأسماء كالقائمة السوداء لتجار ومهربي الأسلحة وبعض الوزراء، والمحاولات الجادة للإسهام في مكافحة الفساد المالي والإداري ابتداء بالتعاون المشترك بين وزارة الإعلام والهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد.
9. تكوين الصورة النمطية والصورة الذهنية الإيجابية عن الوطن مع التركيز على الجذب الاستثماري والسياحي وجوانب التطور وتحسين العلاقات الخارجية.
10. محاولة التوازن بين الخطاب المحلي والخطاب الوطني والخطاب الشإقليمي والخطاب العربي والإسلامي والدولي والعالمي، وتلحظ ذلك في تعامل الإعلام اليمني الرسمي مع قضية فلسطين وقضية التعاون الدولي في محاربة الإرهاب.

11. تعدد مصادر الخطاب الإعلامي الواحد يبرز ذلك التعدد في الإذاعات المسموعة كالبرنامج العام، والبرنامج الثاني، وإذاعة الشباب، والإذاعات المحلية التي من خلالها تم بروز الخطاب الإعلامي المحلي، وهذا في حد ذاته يعتبر تطولاً.
كما نجد من مصادر الخطاب الإعلامي الرسمي المصدر التلفاز الوطني والفضائي كقنوات اليمن، يمانية، سبأ، الإيمان، ونأمل كذلك الإخبارية المزمع إنشاؤها.
وكذلك الصحف الأسبوعية كصحيفة 26سبتمبر، وصحيفة الوحدة، والصحف اليومية صحيفة الثورة، 14 أكتوبر، الجمهورية السياسية، وإن شاء الله صحيفة حضرموت المزمع إنشاؤها، ومواقعها الإلكترونية، وإلى جانب المواقع الإلكترونية في كل وسيلة إعلامية جماهيرية لها موقعها الإلكتروني.
12. محاولات التجديد والتطوير للخطاب الإعلامي لمواكبة التطور والتحولات التنموية والوطنية والإقليمية والعربية والإسلامية والدولية، مع العمل إيجاد على تطوير التشريعات الإعلامية وفقاً للتطور الديمقراطي وحماية حقوق الإنسان الذي تشهده الجمهورية اليمنية، ولعلنا سمعنا كلنا توجيهات القائد الأخ رئيس الجمهورية وأمام نقابة الصحفيين في مؤتمرها العام، حول إعداد مشروع قانون السماح بإنشاء الإذاعات والمحطات التلفازية.
ثانياً: الأسباب التي ساعدت على تحقيق الإيجابيات الكثيرة للخطاب الإعلامي الرسمي:
1. طبيعة النظام الديمقراطي وما عكسه من حرية الرأي والحرية الإعلامية ووجود الضمانات الواقعية المنطقية التي تكفل ممارسة الحرية الإعلامية ومن هذه الضمانات استقلال السلطات وبالذات السلطة القضائية والدستور والقانون والتعددية السياسية، ومؤسسات المجتمع المدني، والتي تولد عنها نقابة الصحفيين اليمنيين ذات الدور الكبير في حماية حق الحصول على المعلومات وحقوق الصحفيين عامة وأخلاق المهنة والحرية الإعلامية والتي يجب أن تسير في إطار التوافق والتكامل مع المسئولية الإعلامية وإلى جانب ذلك هنالك ما يعرف بالإرادة السياسية حول الحد من الشمولية لتحقيق المزيد من ترسيخ الديمقراطية.2. الرؤية الشاملة والإستراتيجية لدور الإعلام ووظائفه ومسئولياته ووجباته وتطوره وتقويمه المستمر والأخذ بالتوصيات العلمية وتوصيات منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية.
3. المحاولات الجريئة لتطوير التشريعات الإعلامية في الجمهورية اليمنية ولاسيما وأن هذه القضية من ضمن قضايا البرنامج الانتخابي للأخ رئيس الجمهورية.
4. الشعور الجاد بضرورة نهج التوازن بين الحرية الإعلامية والانضباط بالمسئولية الإعلامية وفق الدستور والثوابت الوطنية ومصالح الوطن العليا.. الاجتهاد الكبير في التفاعل مع اهتمامات ورغبات واحتياجات وتطلع الجمهور اليمني والعربي والإسلامي وهذا أمر منطقي وممكن لأن من يحكم يحس بالمسئولية تجاه المواطنين والوطن ومتطلبات تقدمه وتطوره.
ثالثاً: جوانب القصور ذات العلاقة بالخطاب الإعلامي الرسمي:
1. من يعمل يخطئ، ومن لا يعمل لا يخطئ وهذه سنة الله تعالى، وكما قيل لكل جواد كبوة، والكمال لله تعالى الذي قال عن نفسه سبحانه (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد).
2. قصور الخطاب الإعلامي الرسمي في حسن إدارة الأزمات كحال الخطاب الإعلامي الرسمي مع أحداث التمرد في بعض مديريات محافظة صعدة، ومديرية حرف سفيان من محافظة عمران، مع العلم أننا نلاحظ تطوراً غير مسبوق في تطور الخطاب الإعلامي الرسمي تجاه التمرد في صعدة في الأيام الأخيرة.
3. القصور في الخطاب الإعلامي الرسمي النوعي والخطاب الإعلامي المتخصص، مثلاً الصحافة الرسمية التي هي ذات طابع واحد مع الرتابة والجمود مع الإقرار بالتطور في صحيفة (الثورة) والنوعية المتميزة للصحيفة اليومية (السياسية)
كذلك التلفزة يغلب عليها الطابع المتشابه في خطابها مع بروز للخطاب الإعلامي النوعي لقناة (الإيمان) ومحاولة قناة (سبأ) الت والتفرد النوعي.
4. والقصور في المهنية الإعلامية التي تحد من دور وفاعلية الخطاب الإعلامي الرسمي كالتكرار وتطويل النشرات الإخبارية، وضآلة التحليل الإخباري ومراعات الأولويات للقضايا الإخبارية بحسب اهتمامات الجمهور، وما يرغبون في متابعته إلى جانب القصور في الفورية والنقل الفوري والمباشر للأحداث.
5. التصور في قيام الخطاب الإعلامي بدور بناء على التخطيط الدقيق يضمن التكامل والشمول لمعالجة القضايا والمجالات على ضوء التوازن. ومراعات تغطية الأحداث أولاً بأول فقول هذا لأنه توجد صحيفة مسائية يومية وأيضاً لا توجد الطبعات المتعددة للعدد الواحد بحيث تضمن الطبعة الأخيرة ما يستجد من أحداث إلى جانب غياب الصحافة الحكومية عن المحافظات في الغالب وكذلك إشكاليات التوزيع.
6. كما يبرز القصور في التطوير للبعض من الصحافة إذ نجد أن صحيفة (الثورة) وشهدت تطوراً كبيراً في المراسلين والرصد والصف والتحرير والإخراج والمونتاج والطباعة والورق المناسب بينما صحيفة (14 أكتوبر) متدنية وبمستوى كبير مقارنة بتطور صحيفة (الثورة).



العنصر الأول: من ملامح الخطاب الإعلامي الحزبي المعارض في اليمن، من حيث المهنية الإعلامية.



1. القصور الكبير في الاستغلال الأمثل للمناخ الديمقراطي والحرية الإعلامية في تطوير المهنية الإعلامية والإرتقاء بالخطاب الإعلامي الحزبي المعارض.



2. تجاوزات الأسس الفنية للخبر في الممارسات المهنية الإعلامية، وتوضيح ذلك في الآتي:



من المسلم به لكي يكون الخبر الإعلامي إعلامياً بعيداً عن الدعاية وممارساتها وأساليبها، فلابد أن يلتزم القائمون بالإعلام من مراسلين ومحررين وغيرهم بما يعرف بالأسس الفنية للخبر والتي من أبرزها: الصدق، الموضوعية، الدقة، الآنية، المرونة، الشمول[1]، والأهمية وتطور الحدث...الخ.



· غير أن الخطاب الإعلامي الحزبي المعارض في اليمن من حيث المهنية الإعلامية يتجاوز كثيراً من هذه الأسس فمن حيث الصدق نجد الأخبار الكاذبة وإطلاق الإشاعات، ومن الأسباب المؤدية إلى الكذب وافتقار الصدق عدم[2] اهتمام الكثير من الإعلاميين بمصدر الخبر الموثوق به وهذه إشكالية في حد ذاتها لأن الكثير من الصحف مصادرها الإعلامية مصادر موثوقة، مصادر مطلعة، خاصة.



· ومن حيث الموضوعية توجد التجاوزات الكثيرة، على سبيل المثال التحيز في الصياغة الخبرية أو في تحرير الخبر بشكل عام كانتقاء بعض الأخبار قد لا تمثل أهمية للجماهير وللوطن، كما هنالك حالات كثيرة للخلط بين الخبر والرأي، بل وصلت التجاوزات عند البعض لأن يحول الرأي إلى خبر ويسبب افتقاد الموضوعية يعرف بالخطاب المتعصب والمتبني لمواقف مسبقة في الحكم على الآخرين.



· بالنسبة للدقة يوجد الحذف من الخبر أو التقديم أو التأخير أو الإضافة أو الصياغة المؤدية إلى تحريف في معنى ومفهوم الخبر، وهذه الممارسات تصادم المهنية الأخلاقية الإعلامية وهي ما تعرف بمحظور التكوين.



· الآنية: الآنية مهمة لأنها تربط الجمهور بالحدث أثناء حدوثه كما أنها تعطي الوسيلة الإعلامية الجماهيرية وخطابها الإعلامية المصداقية والثقة، وبالتالي التأثير الكبير غير أنه ولأهداف حزبية ضيقة أو لأغراض الشهرة والإثارة أو لمصلحة شخصية هناك من الإعلاميين من يقع في براثن السبق الإخباري ولو على حساب المهنية الأخلاقية الإعلامية وقوانين جرائم النشر الإعلامي.



· المرونة: نشر أو بث الأخبار.



· الشمول: نشر أو بث الأخبار الناقصة والتي لا يحتوي مضمونها الإجابة على الأسئلة الخمسة المعروفة.



· الأهمية: من أسس اختيار الخبر مستوى أهميته للجمهور المستهدف بالرسالة الإعلامية، ولذا تقع مسئولية كبيرة على المندوبين والمراسلين والمحررين حول انتقاء الأخبار التي تحكي الأحداث الهامة والتي يرغب الجمهور معرفتها ومتابعتها غير أنه من المؤسف أن هنالك الكثير من التجاوزات والمتمثلة في فرض أخبار لا تمثل أهمية للرأي العام أو للوطن وإنما تم اختيار نشرها من منظور ضيق يسيء للمهنية الإعلامية ويصرف الجمهور عن متابعة الوسيلة الإعلامية تلك التي لا تراعي اهتمامات الجمهور واحتياجاته ولابد أن المعنيون أن نظرية الاتصال القديمة إطلاق الرصاصة، ونظرية الحقنة تحت الجلد، ونظرية زخ المطر... وكل نظريات استغفال الجمهور قد ولّى عهدها[3] ووجد ما يعرف بنظريات التصنيف، والانتقاء، والإطار الدلالي، والاعتاد، والاستخدام، ... وصولاً إلى نظرية الجمهور العنيد..



هناك ممارسات إعلامية لنشر الخطاب الإعلامي (الحزبي) المعارض، تعتبر تلك الممارسات خروج عن المهنية الأخلاقية الإعلامية وإنحراف بالمهنة وتحويل الخطاب الإعلامي إلى خطاب دعائي من تلك السلوكيات الخاطئة على سبيل المثال:



- استخدام الأساليب الدعائية بأنواعها الثلاثة الدعاية البيضاء والدعاية الرمادية والدعاية السوداء.



- التضخيم لأشياء بسيطة ومن شأن ذلك التضخيم إلحاق الضرر بالوطن وأمنه واستقراره أو تنميته.



- التعتيم على الكثير من المنجزات والتطورات والإيجابيات.



- إساءة استخدام السبق الإخباري وبالطريقة المسيئة للأخلاق المهنية الإعلامية.



- التوظيف المتعمد لكثير من الأحداث لرؤى ضيقه لا تخدم الصالح العام بل تلحق الضرر بالوطن.



- استخدام الإثارة لتهييج العواطف والمشاعر بعيداً عن الخطاب العقلي المنطقي الواقعي.



- الإبتزاز المالي من خلال التهديد بنشر الملف الإعلامي أو الإيهام بنشر الفساد أو المساواة على التعتيم الإعلامي وإخفاء الحقائق مقابل حفنة من المال.



- المحاباة والمجاملة مقابل مصالح ضيقة أو شخصية.



غياب الإلتزام بالتوازن الموضوعي لوظائف الاتصال الإعلامي المعروف عند علماء الاتصال الإعلامي أن هذه الوظائف هي: الإخبار، الشرح والتحليل، التوجيه والإرشاد، الترويج "التنفيس"، والخدمات العامة، الإعلان، والتنشئة (التربية والتعليم)، والتوحد الاجتماعي...الخ.



- الخطاب الذي لا يستوعب الواقع، وإنما هو خطاب هش.



- الخطاب الجامد والمتخلف عن مواكبة الأحداث والتحولات وتحليلها وتوظيفها في الوعي وبناء المفاهيم الصحيحة وشياع الدوافع المعرفية.



- التخلف الكبير في إبراز الخطاب الإعلامي المعارض من خلال استخدام مختلف الفنون والقوالب الإعلامية لوسائل الاتصال الإعلامي الجماهيري.



فبالنسبة للصحافة نجدها تستخدم فنون عرض مادتها الإعلامية والتي يطلق عليها عند البعض بالأشكال الفنية لعرض المادة الصحفية ومن هذه الفنون أو الأشكال الفنية: الخبر، التحليل، الافتتاحية، العامود، المقال، التقرير (الريبورتاج)، التحقيق، المقابلات، الاستطلاع، الرسوم مثل الكاريكاتير.العنصر الثالث: من ملامح الخطاب الإعلامي المعارض في اليمن تجاه للمصالح الوطنية



- حب الوطن من الإيمان.



- الولاء لله يستلزم الولاء للوطن.



- أينما وجدت المصلحة العامة فثمة شرع الله تعالى.



1. الخطاب الإعلامي المعارض التبعيضي (الجزئي) تجاه قضايا الوطن والمواطنين بسبب افتقاء الطرح الوطن المعبر عن الرؤية الوطنية الصادقة والواضحة ولذا يدور الخطاب الإعلامي المعارض حول قضايا وطنية جزئية مثل التركيز على القضايا التي تضعف الثقة في الحكومة كالتركيز على قضايا الفساد بينما يتغافل ذلك الخطاب الإعلامي المظاهرة الاجتماعية الضارة بالوطن والممارسات والسلوكيات السلبية السيئة في حياتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية كالثار والمخدرات والتعبئة الضارة للشباب وتحديات التنمية ومشاكل الأسرة والظروف التي مرت بها اليمن والتي تمر بها حاليا أيضا .



2. الخطاب الحزبي المتعصب إيديولوجيا أو طائفيا أو مناطقيا أو سلاليا بعيدا عن الولاء لله تعالى ثم الوطن ومفاهم المواطنة الصالحة .



3. الخطاب التخويني التآمري ضد حكومة الوطن والمثير للفتن وروح التطرف في نفوس وعواطف الشباب.



4. الخطاب الإعلامي المتشائم والتضليلي الذي يرسم صورة نمطية أو صورة ذهنية سلبية عن الوطن ولا شك أن تشويه سمعه الوطن له آثاره الضارة بالاستثمار والسياحة وتدفق مساعدات الدول المانحة وربط المغتربين بوطنهم إلى جانب إضعاف الروح المعنوية والولاء لله تعالى ثم الوطن .



5. الخطاب الانتقامي الذي لا يراعي بعواقب الوخيمة لإثارة الضارة بالوطن والمواطنين ومن الأمثلة على ذلك الخطاب الإعلامي الذي يلحق الضرر بالسياسة الخارجية .



6. الخطاب الإعلامي اللافت للانتباه عن الإخطار التي تهدد الوطن حالا ومستقبلا.



7. الخطاب الإعلامي غير المتكامل مع جهود الدولة والإعلام الرسمي مع الحفاظ على الثوابت والمكاسب والانجازات الوطنية وكذلك الخطاب الإعلامي المتخبط .



العنصر الرابع: الآثار الضارة لسلبيات الخطاب الإعلامي المعارض



- تدني مستوى ثقة الجماهير بالخطاب الإعلامي المعارض.



- افتقاده للجماهيرية.



- تدني مستوى التأييد الجماهيري.



- الانحراف بالنهج وبالحرية الإعلامية عن مسئوليتها.



- إلحاق الضرر بالوطن.



العنصر الخامس: من الأسباب التي تسهم في وجود الكثير من السلبيات للخطاب الإعلامي المعارض



- النزعة الحزبية الايديولوجيهة والرؤى الحزبية الضيقة .



- النزعة العدائية التآمرية.



- غياب نهج واحديه الخطاب الإعلامي نحو الوطن وتقدمة ومعالجة مشاكله .



- تحكم ردود الأفعال السياسية .



- الإعلام رسالة اجتماعية وطنية تنموية إنسانية سامية ومهنه أخلاقية ومسئولية أخلاقية ووطنية لكن الخطاب الإعلامي المعارض هو في أغلبة انعكاس لتوجهات وأنشطة الحزب.



- المفاهيم القاصرة أو الخاطئة للمعارضة ودورها وواجباتها .



- القصور في تفعيل قوانين النشر الصحفي الإعلامي والمطبوعات.



المحور الثالث: الخطاب الإعلامي المستقل ( إعلام القطاع الخاص )



ويفضل إطلاق التسمية الخطاب الإعلامي لإعلام القطاع الخاص بدلا من القول الخطاب الإعلامي المستقل والذي يقصد به إعلام القطاع الخاص , لأنه في الحقيقة لا يوجد إعلام مستقل بالمستوى الحقيقي أو المرضي في الدول المتقدمة ديمقراطيا كم إن إعلام



التوصيات :



أولاً: ما يخص الخطاب الإعلامي الرسمي



1. ايلاء الخطاب الإعلامي الرسمي المزيد من الانفتاح وقبول الصالح النافع من ذلك النقد البناء بعد دراسة ذلك النقد الموجه إليه دراسة مستفيضة عبر المعنيين .



2. العمل على تجديد مضامين الخطاب الإعلامي وتطوير أساليبه في إطار العمل المؤسسي المنظم وعلى ضوء الإستراتيجية الإعلامية الوطنية ووفقا ما تقتضيه التحولات والتطورات التنموية.



3. إجراء الدراسات والمسوحات الميدانية الدورية للجمهور الداخلي المحلي والجمهور الخارجي حول مدى قبول ذلك الخطاب ومستوى تأثيره والكشف عم المعيقات التي تحد من تأثيره.



4. إجراء الدراسات الوصفية التحليلية عبر تحليل المضمون للخطاب الإعلامي الرسمي وقضاياه وإبعاده.



5. الاستفادة من الدراسات النقدية وتطوير هذه الدراسات بما يساعد على تجديد الخطاب الإعلامي وتطوير أساليبه وأدائه.



6. الاستفادة من ملاحظات المتخصصين والمعنيين والنقاد العرب وغيرهم.



7. العمل الجاد على اعتماد الخطاب الإعلامي الرسمي على المهنية الإعلامية في ضوء مراعاة المصالح العامة للوطن وتطوره وتقدمه.



8. التضحية في سبيل نجاح الديمقراطية وبما لا يخل بالثوابت والمصالح العليا للوطن.



9. التفاعل الايجابي مع البرنامج الانتخابي للأخ رئيس الجمهورية ودعواته المستمرة لتطوير التشريعات الإعلامية والحرية والمسئولة .



ثانياً: ما يخص الخطاب الإعلامي المعارض



- للكشف عن حقيقة واقع الخطاب الإعلامي المعارض بين المصالح الوطنية والعواطف الحزبية لابد من إقامة دراسات تحليل المضمون فان منهجية علمية موضوعية.



- الاستفادة من إجراء بحوث المسح الميداني لمعرفة اتجاهات وأراء الجمهور والكشف عن الايجابيات والسلبيات للخطاب الإعلامي المعارض عبر المتخصصين.



- الاستفادة من الدراسات النقدية وتقبل نتائجها وبصدر رحب إلى جانب تقبل ملاحظات وتصويبات المعنيين وتوصيات الندوات والمؤتمرات العلمية.



- الخطاب الإعلامي المعارض هو انعكاس لتوجيهات الأحزاب السياسية ومن هنا لكي يتم إصلاح ذلك الخطاب وترشيد أدائه لما يخدم المصالح العامة والعليا للوطن ويتحرر من التعصبات الحزبية لابد من إصلاح نهج الأحزاب وتحولها من أحزاب إيديولوجية أو طائفية أو مناطقية أو سلالية أو عشائرية إلى أحزاب برامجية تتسابق وتتنافس في خدمة الوطن وتقدمة .



- الخطاب الإعلامي المعارض هو الأداء الإعلامي الفكري للمعارضة وأخطائه وتجاوزاته هي الانعكاس لأخطاء وانحرافات في فهم وتوجه وممارسة المعارضة ومن هنا كان لزاما على المعنيين بالخطاب الإعلامي المعارض من الأحزاب ومن معهم تقويم أدائهم كمعارضة على ضوء ما تستلزمه مصالح الوطن العليا والمفاهيم التعددية السياسية البرامجية والرسالة المقدسة للمعارضة التي تعني الخيرية من خلال التصويب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )، وعلى ضوء الأثر (المؤمن مرآة أخيه) أي ترى السلطة جوانب قصورها من خلال تصويب المعارضة بالحكمة والإقناع الحسن .



- ضرورة تفهم ووعي المعنيين بالخطاب الإعلامي المعارض بضرورة التفريق بين الانتماء الحزبي ورسالة الإعلام الملتزمة والمتشبعة بروح المسئولية الإعلامية والواجبات الوطنية المقدسة ومن خلال ترسيخ الآتي:



‌أ. نهج التعددية السياسية البرامجية التي تتنافس تلك التعددية في خدمة الوطن والمواطنين كما يقول الله تعالى: (فليتنافس المتنافسون)، على ضوء قوله تعالى (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) وقوله تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلاّ من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس)، وعلى ضوء قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( خير الناس أنفعهم للناس) وقوله صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله).



‌ب. حماية الممارسة الديمقراطية من الانحراف بها عن المسئولية الوطنية.



‌ج. انطلاق الخطاب الإعلامي المعارض على مبادئ وأسس وقيم وأخلاق المهنة الإعلامية وقيم وواجبات المسئولية الإعلامية وواجبات وحقوق المواطنة الصالحة , ذلك إن تقليص التعصبات والرؤى الحزبية الضيقة وإعلاء المهنية الإعلامية ومعايير المسئولية الاجتماعية وواجبات المواطنة الصالحة هو الكفيل بنجاح الخطاب الإعلامي المعارض.



‌د. الالتزام العملي السلوكي بالممارسة الإعلامية القائمة على التوازن والتكامل بين الحرية والمسئولية الإعلامية.



‌ه. تركز أولويات الخطاب الإعلامي على الثوابت الوطنية ثم القواسم المشتركة ثم اهتمامات الجمهور المتلقي ومصالحهم فقي المجتمع الديمقراطي يتم توحيد الرأي العام والتأثير فيه من خلال تسليط الضوء على القضايا التي تهم المجتمع وان خير من يقوم بهذه الوظيفة المحررون والصحفيون[4].



‌و. حماية الخطاب الإعلامي من الإحكام المسبقة وإدعاء الوصاية واحتكار الحقيقة والتشاؤم.



ثالثاً: التوصيات المشتركة



- إجراء الدراسات والبحوث العلمية التي تكشف اتجاهات وملاحظات ومطالب الجمهور وتوصياته وكذلك الدراسات والبحوث الوصفية التحليلية التي يتم إجراؤها عبر الأداء العلمية تحليل المضمون (تحليل المحتوى) وأيضا الدراسات والبحوث التي تهتم بتحليل الخطاب الإعلامي وذلك للحدث في هذا الجانب اقصد القراءات التحليلية النقدية للخطاب الإعلامي الرسمي والمعارض من منطلق علمي وموضوعية بعيداً عن التحيز وذلك للكشف عن جوانب القصور وتجنبها ومواطن الايجابيات وتدعيمها وتطوير ولتتم عملية تجديد وتطوير الخطاب الإعلامي بناءً على الرؤية العلمية بعيداً عن المزاجية والارتجالية.



- العمل المتكامل من قبل الحكومة والمعارضة على حماية النهج الديمقراطي والممارسات الديمقراطية من الانحراف بها عن مفهوم التعددية السياسية البرامجية المتنافسة في خدمة الوطن والمواطنين وتحقيق المصالح العامة للوطن وحمايتها.



- ترسيخ قيم المهنية الإعلامية وأسس المسئولية الاجتماعية والواجبات الوطنية وحماية الرسالة الإعلامية من الانحراف عن مهامها ووظائفها وأهدافها السامية وتحويلها إلى دعاية تتلاعب بعواطف وعقول أبناء شعبنا.



- العمل على الحد من تدخلات القيادات الإعلامية كرؤساء ومدراء التحرير من التدخلات في حرية الإعلاميين العاملين إلا ما توجبه الضرورة لدفع ضرر أو تحتمه العامة لتحقيقها في إطار التشريعات الإعلامية والدستور والقوانين النافذة والضمير الحي المسئول.



- العمل على بلورة وإعداد ميثاق شرف إعلامي يمني يستلهم جوهر الإعلام العالمي لحقوق الإنسان وقيم وأخلاق المهنة الإعلامية ومبادئ وأسس المسئولية الاجتماعية للإعلام والثوابت الوطنية وواجبات وحقوق المواطنة الصالحة ويوصى بالتركيز على الأوليات كترسيخ الثوابت والوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش السلمي وثقافة المحبة والسلام والعطاء والتنمية والنظام والقانون وحماية البعض من الطائفية والسلالية والمناطقية وثقافة الحقد.



- إدراج مادة بعنوان منهج الإعلام في ضوء الشريعة الإسلامية في الكليات والأقسام والأكاديميات والمعاهد الإعلامية بالجمهورية اليمنية يتعلم الدارس القيم والأخلاق الإسلامية للمهنة الإعلامية والمسئولية الاجتماعية من حيث مبادئها وأسسها ومعاييرها التي يجب الالتزام بها في الممارسات الإعلامية وكذلك الالتزام بمقتضيات ما توجبه المصالح العامة للوطن على ضوء القاعدة الشرعية .



- التكامل والتعاون بين المؤسسات الإعلامية الرسمية والكليات والأقسام والمعاهد التأهيليه والتدريبية ونقابة الصحفيين اليمنيين تجاه تنمية الوعي التشريعي والقانوني والإعلامي في نفوس وعقول العاملين في الحقل الإعلامي.




- نؤكد على أهمية دور نقابة الصحفيين اليمنيين على أهمية بل وضرورة حماية المهنة من الدخلاء أو تجاوز إطلاق المهنة الإعلامية أو معايير المسئولية الاجتماعية أو الواجبات الوطنية والدستور والثوابت.هذا وقدتخلل الفعالية العديد من المداخلات الشديدة التي عبرت عن اتجاة السلطة لمضايقة الصحفيين وقمع الحريات الاعلامية وتكميم الافواة فيما اشارت بعض المداخلات الى ان الاعلام المستقل والحزبي هومن يأجج الاوضاع واثارة الفتن واستغلال المناخ الديمقراطي بطرق ضد مصالح الوطن اوللنزعات الشخصية حضرهذة الفعالية العديد من الباحثين والاعلاميين وقيادات منظمات المجتمع المدني ومراسلي وسائل الاعلام المختلفة






الاثنين، 9 نوفمبر 2009

بحضوروزيرالتعليم الفني منارات يناقش دورالتعليم الفني والتدريب المهني في تطويرمهارات وقدرات العمالة اليمنية







ضمن فعالياتة الفكرية الثقافية وأختتاما لمحورالتعليم الذي ينظمة مركزمنارات أستعرض الاستاذالدكتور/حميد صغيرالريمي نائب عميد كلية علوم وهندسة الحاسوب لشئون الطلاب بجامعة الحديدة محاضرتة بعنوان(دورالتعليم الفني والتدريب المهني في تطويرمهارات وقدرات العمالة اليمنية)بحضوروزيرالتعليم الفني والتدريب المهني والدكتورة أبتهاج الكمال وكيل وزارة التعليم الفني والتدريب المهني واسترسل الدكتور/الريمي محاضرتة بأهمية التعليم الفني والمهني ومدى أهتمام الدول المتقدمة بمخرجات التعليم الفني والمهني كونة يلعب دورارئيسيا في نهضة الدول وضمانا رئيسيا لهذة النهضة ففي ألمانيا ينظرألية باعتبارة وسيلة رئيسية لتحسين المجتمع وتشيرالمصادرالالمانية بأن 80%من الشباب يتجهون صوب التعليم الفني والمهني وتحدث عن المواردالبشرية التي تعتبرالثروة الرئيسية للامم فراس المال المادي والمواردالطبيعية رغم أهميتهم إلاأنهما بدون العنصرالبشري الكفء والمدرب لن يكون لهما قيمة وأشارالى أهمية ودورالعمالة المؤهلة في دعم الاقتصادالوطني من خلال المساهمات الايجابية في مسيرة التنمية وتنسيط مجالات الاقتصاد مثل السياحة والنقل والمواصلات والحد من مشكلة الفقروالبطالة وإقامة المشروعات الاجتماعية والخيرية وسردالدكتورالريمي بالارقام تحويلات المغتربين اليمنيين وأشارالى ضرورة تأهيل وتدريب العمالة اليمنية من أجل أيجاد فرص تسويق العمالة اليمنية وتحدث عن خارطة سوق العمل الخليجي ومتطلباتة من العمالة وأحلال العمالة اليمنية بديلا عن العمالة الخارجية التي لها سلبيات كثيرة جدا والمشاكل والمخاطرالتي تنجم عن هذة العمالة واوجزتوصيات ركزت على الاهتمام بالكادرالبشري بمايلبي متطلبات العصروأستغلال المخرجات
الحالية للجامعات والاستفادة من قرارات وتوصيات دول مجلس التعاون الرامية لاعطاء العمالة اليمنية المؤهلة الاولوية في سوق العمل وإنشاء صناديق للتاهيل في جميع القطاعات العامة والخاصة تخصص مواردها لتأهيل العمال لتطويرمهاراتهم وفتح باب النقاش والمداخلات والتي ركزت في مجملها على دورالتعليم الفني والمهني للوطن ومستقبلة وبناء الانسان وعقب وزيرالتعليم الفني والمهني على كل المداخلات بصدر رحب مؤكدا على أهمية دورمنظمات المجتمع المدني في بلورة وتوعية المجتمع بأهمية التعليم الفني والمهني حضرهذة الفعالية العديد من الباحثين والمهتمين وقيادات منظمات المجتمع المدني ومراسلي وكالات الاعلام المختلفة




الأحد، 8 نوفمبر 2009

مركزدال يقيم فعالية فكرية بعنوان الظروف التاريخية لنشأة العلمانية في الغرب








ضمن البرنامج الثقافي لمركزدال للدراسات والانشطة الثقافية والاجتماعية عقدت عصريومناهذا محاضرة بعنوان(الظروف التاريخية لنشأة العلمانية في الغربُ)القاهاالاستاذ/مصطفى انشاصي كاتب وباحث ومفكرفلسطيني وللاهمية المحاضرة سننشرها كماوردت من الباحث:-

تأخذ المفاهيم والمصطلحات حيزاً كبيراً في صراع الأمة مع الآخر اليهودي ـ الغربي، وقد بات ما يُعرف باسم "معركة المفاهيم والمصطلحات" يشكل جزءً مهماً من معركة الآخر معنا، الذي باتت أهدافه وغاياته ضد وطننا واضحة المعالم. ومن تلك المصطلحات الخطيرة مصطلح (العلمانية)، وتلك الترجمة الخاطئة لأصل الكلمة الإنجليزية (سيكولاريتي Secularity) أو سيكولاريت (Secularite) بالفرنسية، التي يتداولها الكتاب والعامة منذ عقود طويلة! وقد يتصور أو يتوقع البعض أنني سوف أتناول الموضوع بحكم العنوان: "الظروف التاريخية لنشأة العلمانية في الغرب"، بنفس الطريقة التقليدية التي تحدث بها الكتاب والمفكرين عن تاريخ وأسباب نشوء العلمانية في الغرب، ولكني سأعرض الموضوع من خلال رؤية وقراءة جديدة لتاريخ الغرب، وإن كانت تلك الرؤية تتفق في كثير أو قليل في مضمونها مع الآخرين، إلا أنها تختلف إلى حد ما في منهجية طرحها وسياقها العام.

تعريف العلمانية
العلمانية تبدو لأول وهلة للناظر فيها كلمة عربية مشتقة من العلم، ولو كانت كذلك فإنها مرحب بها من وجهة النظر الإسلامية لاهتمام الإسلام بالعلم والعلماء، ولكن حينما تكون وسيلة من وسائل الغرب لخداع المسلمين فإن الأمر يصبح خطير، إذ لا تبقى على ظاهرها لفظاً ومعنى، وإنما تكون ترجمة عربية خاطئة للفظ أجنبي له مدلوله الخاص، كما هي كثير من الألفاظ الأجنبية التي تم ترجمتها خطأ! فالعلمانية هي ترجمة خاطئة للكلمة الإنجليزية (سيكولاريتي Secularity)، أو سيكولاريت (Secularite) بالفرنسية. والترجمة الصحيحة للكلمة في اللغة الإنجليزية هي: لا ديني، أو غير عقيدي، أي (اللادينية) أو (الدنيوية)، لا ما يقابل (الأخروية) بل بمعنى ما لا صلة له بالدين، أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد.

ما يعني أن العلمانية كلمة لا صلة لها بلفظ "العلم" ومشتقاته على الإطلاق. فالعلم في الإنجليزية والفرنسية معناه (Science) والمذهب العلمي نطلق عليه كلمة(Scientism) والنسبة إلى العلم هي(Scientific) في الإنجليزية أو (Scientifique) في الفرنسية.

ولمزيد من التوضيح سنعرض لبعض معاني كلمة (سيكولاريتي Secularity) في اللغة الإنجليزية، التي توردها المعاجم ودوائر المعارف الأجنبية للكلمة:

* يُعرف معجم ويبستر الشهير: العلمانية: بأنها "رؤية للحياة أو أي أمر محدد يعتمد أساساً على أنه يجب استبعاد الدين وكل الاعتبارات الدينية وتجاهلها"، ومن ثم فهي نظام أخلاقي اجتماعي يعتمد على قانون يقول: "بأن المستويات الأخلاقية والسلوكيات الاجتماعية يجب أن تُحدد من خلال الرجوع إلى الحياة المعاشة والرفاهية الاجتماعية دون الرجوع إلى الدين".

* وتقول دائرة المعارف البريطانية مادة (Secularim): "هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيهم عن الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها". فقد كان لدى الناس في العصور الوسطى رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا لصالح الآخرة، ولمقاومة تلك الرغبة سعت اللادينية لتنمية النزعة الإنسانية، وقد بدأ الناس في عصر النهضة يظهرون تعلقهم الشديد بالإنجازات الثقافية والبشرية وبإمكانية تحقيق مطامحهم في هذه الدنيا القريبة. وظل الاتجاه إلى الـ (Secularism) يتطور باستمرار خلال التاريخ الحديث كله، باعتبارها حركة مضادة للدين ومضادة (للمسيحية).

* وفي قاموس "العالم الجديد" لو بستر، شرحاً للمادة نفسها ذكر لها عدة معانٍ:

1- الروح الدنيوية، أو الاتجاهات الدنيوية، ونحو ذلك. وعلى الخصوص: نظام من المبادئ والتطبيقات(Practices) يرفض أي شكل من أشكال العبادة.

2- الاعتقاد بأن الدين والشؤون الكنسية لا دخل لها في شئون الدولة وخاصة التربية العامة.

* ويقول معجم أكسفورد شرحاً لكلمة ( Secular):

1- دنيوي، أو مادي، ليس دينيا ولا روحياً: مثل التربية اللادينية، الفن أو الموسيقى اللادينية، السلطة اللادينية، الحكومة المناقضة للكنيسة.

2- الرأي الذي يقول أنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية.

* ويقول "المعجم الدولي الثالث الجديد" مادة: (Secularism): "اتجاه في الحياة أو في أي شأن خاص يقوم على مبدأ أن الدين أو الاعتبارات الدينية يجب ألا تتدخل في الحكومة، أو استبعاد هذه الاعتبارات استبعاداً مقصوداً، فهي تعنى مثلاً "السياسة اللادينية البحتة في الحكومة". "وهي نظام اجتماعي في الأخلاق مؤسس على فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والخُلقية على اعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الاجتماعي دون النظر إلى الدين.

إذن فالمفهوم الشائع عندنا بأن (العلمانية) مشتقة من العلم، وتعني (فصل الدين عن الدولة)، أو (فصل الدين عن العلم)، هو في الحقيقة فهم خاطئ لا يعطى المدلول الكامل لمعنى العلمانية، ولو قيل أنها (فصل الدين عن الحياة) لكان أصوب، والمدلول الصحيح للعلمانية "إقامة الحياة على غير الدين" سواء بالنسبة للأمة أو للفرد.

هذا الشكل من أشكال العلاقة بين الدين والحكم والحياة في الغرب، العلمانية أو اللادينية، هل هو شكل جديد لم يعرفه الغرب إلا بعد عصر النهضة فقط، أم أنه له سوابق في التاريخ الغربي؟! ذلك ما سنحاول التعرف عليه في العنوان التالي:

العلمانية واللادينية هي الأصل في تاريخ الغرب؟!

يقول أرنست كاسيرر: أن "الشواهد الإنثروبولوجية والإنثولوجية، تجد مناطق كثيرة من الحياة الحضارية البدائية تتمتع بالملامح المشهورة التي توجد في حياتنا الحضارية، وما دمنا نزعم تخالفاً مطلقاً بين منطقنا ومنطق العقل البدائي، وما دمنا نعتبر المنطقتين مختلفتين نوعاً متضادتين أصلاً، فليس من السهل علينا أن نعلل لذلك التشابه في الملامح الحضارية. حتى لتجد دائماً في الحياة البدائية نفسها منطقة دنيوية أو أرضية خارج المنطقة المقدسة، وهناك موروث دنيوي يتألف من قواعد العرف أو القانون يُعَين الطريقة التي تسير بها الحياة الاجتماعية"

ذلك يعني أن الأديان البدائية بصفة عامة لم تلغي الجانب الدنيوي في الحياة الإنسانية ـ بحسب الفكر الغربي ـ ولم يسيطر الفكر الديني على جميع مناحي الحياة في تلك المجتمعات، ولكن كان هناك مساحة للإنسان يمكنه من خلالها أن يلعب دوراً في تنظيم شئون حياته الدنيوية. أما الأديان في المجتمعات الغربية بصفة خاصة، فالجانب الدنيوي كان شبه منفصل تماماً عن الجانب الأخروي أو المقدس.

فالآلهة الإغريقية والرومانية لم يكن لها علاقة بتنظيم شئون حياة الناس. فالإغريق والرومان لم يعتنقوا ديناً يستمدون منه وحده تصوراتهم وعقائدهم ونظام حياتهم، يقول (محمد عبد الله دراز) عن دور الآلهة الإغريقية في حياة تلك المجتمعات: أن أقدم الآثار الأدبية التي حفظها لنا التاريخ عن العصر الإغريقي يعود إلى حوالي القرن العاشر قبل الميلاد. وأشهر تلك الآثار الديوانان المنسوبان إلى هوميروس: الإلياذة، والأوديسا ... وتتميز هذه المرحلة بأن شؤون الأديان فيها إنما تساق عرضاً في ثنايا شؤون الحياة الأخرى.

ويقول (محمد أسد) عن آلهة الرومان: نعم كان لهم آلهة ولم تكن آلهة تقليدية "لم تكن سوى محاكاة شاحبة للخرافات الوثنية اليونانية لقد كانت أشباحاً سُكِتَ عن وجودها حفاظاً للعرف الأجنبي ولم يكن يُسمح لها قط بالتدخل في أمور الحياة الحقيقية".

ذلك يعني أن المجتمع الغربي كان مجتمعاً مادياً لا دينياً يعانى عزلة حادة عن معتقداته – أياً كانت – ويفصل بينها وبين واقع حياته العملي. بمعنى معاصر؛ أن الغرب عرف فصل الدين عن الحياة، أو العلمانية (اللادينية)، منذ عصور وجوده الأولى. ويؤكد ذلك (سيسرو) الذي عبر عن الانفصال العميق بين الدين ونظام الحياة عند الرومان بقوله: "لما كان الممثلون ينشدون في دور التمثيل ما معناه أن الآلهة لا دخل لهم في أمور الدنيا يصغى إليها الناس ويسمعونها بكل رغبة". وذلك ما أكده أيضاً الراهب (أوغسطين): "إن الروم الوثنين كانوا يعبدون آلهتهم في المعابد ويهزأون بهم في دور التمثيل".

ليس هذا فحسب، بل إن أبيقور (4 ق.م) أعلن على الملأ دعوة علمانية صريحة، ومن أقواله: "إن الآلهة لا يشغلون أنفسهم بأمور بني البشر، لأنهم يظهرون من آن لأخر للأشخاص (!) بيد أن مسائل العالم الأرضي لا تعنيهم، وما من علامة تدل على أنهم يعنون بعقاب الآثم وإثابة الصالح، أيمكن اعتقاد تدخلهم هذا ما نراه في هذا العالم؟! ويسخر من الإله الروماني جوبيتير: "إن جوبيتير يرسل الآن بالصواعق على معبده، فهل سحق أبيقور الذي يجدف به"؟! "إن الآلهة يعيشون بعيداً عن العوالم ولا يهتمون إلا بشئونهم فلا تعنيهم أمورنا. إنهم يعيشون حكماء سعداء ويعظوننا بهذا المثال الذي يجب أن نسير على منواله فلنعظمهم كمُثُل عليا يُقتدي بها، غير أنه لا يجب علينا أن نشغل أنفسنا بما يريدونه منا، فإنهم لا يريدون منا شيئاً، هم لا يعيروننا بالاً فلنفعل نحوهم كما يفعلون نحونا".

وبما أن آلهة الرومان بطبعها لم تكن لتشرع لهم شيئاً، فقد كان من الضروري أن يقوم بشر متألهون بمهمة وضع نظم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدولة، ونتيجة لجهود هؤلاء برز إلى الوجود (القانون الروماني) الذي لا تزال أوروبا تعيش عليه أو على امتداده إلى اليوم، أما النظم الأخلاقية وقوانين الآداب العامة ـ إن وجدت ـ فقد كانت أبيقورية محضة. ذلك يعني أن الغرب لم يعرف العقائد والنظم الدينية بمعناها الذي عرفته الشعوب الأخرى، أي تدخل الآلهة في شئون حياة أتباعها، ولكنه كان لديه آلهة شكلية كزينة أو ديكور لإرضاء السذج من مواطنيه، أو من الشعوب غير الأوروبية التي كانت تخضع لحكمه.

نخلص من هذه المقدمة التي رأيت أنها ضرورة علمية وأكاديمية محضة لمحاولة تصحيح الفهم الخاطئ عندنا عن مفهوم العلمانية والدين في المجمعات الشرقية والغربية خاصة، إلى أنه إن كانت الآلهة في المجتمعات الشرقية وغيرها تترك منطقة دنيوية للإنسان حق التصرف فيها بما يراه مناسباً لصلاح حياته، فإنها في المجتمعات الغربية (الإغريقية والرومانية) لم تكن الآلهة تتدخل البتة في شئون حياة أتباعها، وكانت تعيش تلك المجتمعات ومازالت حياة علمانية لا دينية بكل ما تعني الكلمة من معنى، كما هي اليوم، والدين أمر شخصي تعتقد أو لا تعتقد ذلك أمر خاص بالفرد.

تحالف الوثنية البدائية والنصرانية المُوَثَنة

إذن الغرب من حيث المبدأ هو علماني لا ديني منذ فجر تاريخه ولم يكن في يوم من الأيام مجتمع ديني كالمجتمعات الدينية الوثنية الشرقية! لذلك فإن أهم الخصائص التي تُميز المجتمعات الغربية عن غيرها، أنها صناعة بشرية بامتياز في كل مراحل تطورها التاريخية، تخضع في تطورها لتطور العقل البشري والجهد الإنساني، وأنه يختار لنفسه ما يراه يُصلح حاله بحسب ظروف الواقع والحياة السائدة في المجتمع في مرحلة تاريخية ما، والشواهد على ذلك كثيرة:

فقد عرفت أوروبا الوثنية الدين النصراني منذ القرن الأول للميلاد بوصفه عقيدة شرقية سامية، ولم يأل أباطرة الرومان جهداً في القضاء عليها طيلة القرون الثلاثة الأولى، وعندما شعر الإمبراطور (قسطنطين) بقوة الاعتقاد النصراني عند أتباع إمبراطوريته من الشعوب المختلفة، وخشي على إمبراطوريته من التفكك وضياع سلطانه، أعلن اعتناقه للدين الجديد، ودعا لعقد أول مجمع مسكوني (نصراني) هو مجمع نيقية سنة 325 م، وأعلن فيه أن النصرانية هي الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية.

فالذي جمع بين الكنيسة والإمبراطور هو رابط المصلحة الدنيوية لكلا الطرفين لا غير، يقول المؤرخ الأمريكي دابر: "إن هذا الإمبراطور الذي كان عبداً للدنيا والذي لم تكن عقائده الدينية تساوى شيئاً رأى لمصلحته الشخصية ولمصلحة الحزبين المتنافسين النصراني والوثني؛ أن يوحدهما ويؤلف بينهما، حتى أن النصارى الراسخين أيضاً لم ينكروا عليه هذه الخطة، ولعلهم كانوا يعتقدون أن الديانة الجديدة ستزدهر إذا طُعِمت ولُقِحت بالعقائد الوثنية القديمة، وسَيخُلص الدين النصراني عاقبة الأمر من أدناس الوثنية وأرجاسها".

كما أدرك هذه الحقيقة المؤرخ الإنجليزي (ويلز)، وقد شرح بدقة حال الإمبراطور معللاً اعتناق قسطنطين لنصرانية وإعلانها ديانة رسمية بأنه محاولة منه لإنقاذ إمبراطوريته المتضعضعة من التفكك والانحلال، وهو ما قال به جيبون من قبل.

ذلك بالنسبة للإمبراطور، أما الذين اعتنقوا النصرانية من المواطنين الرومان فلم يتغير تصورهم السابق عن الدين ومهمته في الحياة، وكان التغيير الذي طرأ عليهم هو إحلال مسمى (الأب والابن وروح القدس) محل (جوبتير ومارس وكورنيوس). ولقد عبر أحد المؤرخين الغربيين عن ذلك بقوله: "أن (المسيحية) لم تكن عند أكثر الناس غير ستار رقيق يخفي تحته نظرة وثنية خالصة إلى الحياة".

وهكذا فإن الذي حدث في مجمع نيقية (325م) إن صح القول: تحالف بين الوثنية والنصرانية المُوَثَنة بعد أن أخرجها بطرس اليهودي عن جوهرها السماوي وحولها إلى الوثنية لتدميرها. وقد ذكره المسيح باسمه كما جاء في (إنجيل متى: 6/23): "فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ:"اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ". وبعده أكمل (بولس) أحد حاخامات اليهود الذي تظاهروا باعتناق النصرانية ما بدأه بطرس، ونقل إليها الكثير من أفكار الإغريق والرومان والوثنية المنحلة وغيرها من أفكار وفلسفات هدامة كانت شائعة في ذلك العصر، ما أبعدها عن روح التعاليم السماوية التي دعا إليها المسيح عليه السلام، وجعلها خليط ومزيج من العقائد التي كانت سائدة في الإمبراطورية الرومانية آنذاك، تقوم على ست دعائم:

1-الإيمان بالتوراة اليهودية.

2-اعتقاد الفداء والخلاص والوساطة بين الله والناس.

3-التثليث.

4-الحلول (تجسد الإله في شكل بشري).

5- تقديس وعبادة الصور والتماثيل.

6-الهروب من الحياة إلى "الرهبانية".

لذلك هناك شبه إجماع لدى كثير من مؤرخي الغرب أن (النصرانية) الرسمية، أو (نصرانية بولس) التي نشرتها الكنيسة ابتداء من سنة (325م)، ليست هي (النصرانية) التي نزلت على المسيح عليه السلام. يقول المؤرخ الأمريكي (برنتن): "إن المسيحية الظافرة في مجلس نيقية – العقيدة الرسمية – في أعظم إمبراطورية في العالم مخالفة كل المخالفة لـ(مسيحية المسيحيين) في الجليل، ولو أن المرء اعتبر العهد الجديد التعبير النهائي عن العقيدة (المسيحية) لخرج من ذلك قطعاً لا بأن (مسيحية) القرن الرابع تختلف عن (المسيحية) الأولى فحسب، بل بأن (مسيحية) القرن الرابع لم تكن (مسيحية) بتاتاً".

أما المؤرخ الإنجليزي ويلز، فيقول: "من الضروري أن نستلفت نظر القارئ إلى الفروق العميقة بين (مسيحية) نيقيا التامة التطور وبين تعاليم يسوع الناصري".

أما رأي رجال الكنيسة فحسبنا أن نقرأ ما كتبه الدكتور "وليام تامبل" أسقف كنيسة كنتربري وحبر أحبار إنجلترا، حيث يقول: "إن من الخطأ الفاحش أن نظن أن الله وحده هو الذي يقدم الديانة أو القسط الأكبر منها".

إذن الذي حدث أن تغير ظروف الواقع الموضوعي في الإمبراطورية الرومانية آنذاك، فرضت على الإمبراطور قسطنطين توظيف الدين توظيفاً سياسياً يخدم مصلحته الشخصية، ومصلحة الحفاظ على وحدة إمبراطوريته، ونفس الأمر كان بالنسبة لرجال الكنيسة، فإن مصلحتهم في التخلص من الاضطهاد والملاحقة جعلتهم ليس فقط يتحالفون مع الإمبراطور والحزب الوثني، بل واستبدال تعاليم المسيح السماوية بديانة وثنية، بهدف كسب مزيد من الأتباع!

طغيان الكنيسة (صكوك الغفران)

وكما اقتضت ظروف تلك المرحلة تحالف الوثنية البدائية مع النصرانية المُوَثنة، والشراكة بينهما في حكم أتباع الإمبراطورية الرومانية، والسماح للكنيسة بالتحكم في مصائر الأباطرة، والسيطرة على جميع شئون الحياة في الغرب، وأن تصبح لها الكلمة الفصل والمطلقة في أوروبا على الجميع، حكاماً ومحكومين. فإنها اقتضت أيضاً بعد تحول المجتمعات في الغرب إلى مجتمعات إقطاعية، أن يتم التحالف بين الكنيسة والأمراء الإقطاعيين، وقد لعب رجال الكنيسة الذين دخلوا على خط الإقطاع وتملكوا الإقطاعيات الكبيرة، دوراً كبيراً وخطيراً في تخدير مشاعر الفلاحين المستعبدين والمظلومين والمقهورين عند الإقطاعيين، وامتصاص نقمتهم، وإجهاض رغبتهم في الثورة والتمرد على ذلك الظلم، بكذبة: أن لهم ـ الفقراء ـ الجنة وملكوت السماء. وليت جشع رجال الدين النصارى وقف عند ذلك الحد؛ ولكنه ازداد ليمتد إلى ما في جيوب الفقراء من الزهيد من المال إن توفر، ليسرقوه باسم (صكوك الغفران).

فقد توجت الكنيسة تصرفاتها الشاذة وبدعها الضالة بمهزلة لم يعرف تاريخ الأديان لها مثيل، حيث كانت بحاجة إلى مزيد من السلطة الدينية والنفوذ المالي لمواجهة ألد وأخطر أعدائها (المسلمين) أثناء الحروب الصليبية التي بدأت تلوح علامات هزيمتها فيها، بعد أن بلغ ضعف الحماس الديني في نفوس الأوربيين مبلغاً كبيراً وفقد المقاتلون ثقتهم في الكنيسة نتيجة لخيبة أملهم في النصر الذي وعدتهم به وعداً قاطعاً، ففكرت في وسيلة تجعل المقاتل يندفع للاشتراك في الحملة الصليبية، فكانت تلك الوسيلة (صكوك الغفران)!.

حيث أصدر المجمع الثاني عشر المعروف باسم مجمع لاتيران سنة 1215م، قرار يمنح البابا حق امتلاك الغفران للمذنبين! يقول ول ديورانت: "أن صكوك الغفران كانت توزع على المشتركين في الحروب الصليبية ضد المسلمين". وأنه لم يكن يحظى بالحصول على صك الغفران إلا أحد أثنين:

1. رجل ذو مال يشترى الصك من الكنيسة حسب التسعيرة التي تحددها هي.

2. رجل يحمل سيفه ويبذل دمه في سبيل نصرة الكنيسة والدفاع عنها وحراسة مبادئها.

وقد مثل ذلك ذروة الطغيان الكنسي ضد الفقراء والأمراء على حد سواء، وكانت لها نتائج سلبية على الكنيسة ووضع حد لطغيانها نهائياً بعد عدة قرون. فقد كانت هذه البدعة أول أمرها من أسباب قوة الكنيسة ودعائم شموخها، وبالمقابل انخفضت سلطة الملوك والأمراء والنبلاء، وأصبحوا هم وشعوبهم أدوات أو صنائع لرجال الدين الذين يمنون عليهم بالعفو إن رضوا ويعاقبونهم بالحرمان إن سخطوا، كما أن الثراء الذي حصلت عليه الكنيسة جعلها تبدو منافساً قوياً لأصحاب الإقطاعيات وكبار الملاك، ما أثار في نفوسهم شعور العداوة لها والحقد عليها.

أضف إلى ذلك تلك الأسباب الأخرى التي تجدها في جميع الكتب عند الحديث عن ظروف نشأة العلمانية في الغرب، والثورة ضد الكنيسة، مثل:

1ـ الطغيان الديني (محاكم التفتيش): بدء من فرض عقيدة التثليث، مروراً باضطهاد الكنيسة لكل المخالفين انتهاء بلوثر. يقول برنتن: "لم يكن بوسع الكثيرين من أفراد المجتمع الغربي أن يعترفوا صراحة وجماعة بالإلحاد أو اللارادية أو بمذهب الاتصال بالله أو بأية عقيدة أخرى غير (المسيحية) إلا خلال القرون القلائل الأخيرة، وقد كان الكفار الذين يجاهرون بكفرهم قلة نادرة في الألف سنة التي استغرقتها القرون الوسطى".

2ـ الطغيان السياسي: فقد تحول رجال الدين إلى طواغيت ومحترفين سياسيين، وتملكتهم شهوة عارمة للتسلط ورغبة شرهة في الاستبداد. جاء في البيان الذي أعلنه البابا "نقولا الأول" قوله: "إن ابن الله أنشأ الكنيسة؛ بأن جعل الرسول بطرس أول رئيس لها، وأن أساقفة روما ورثوا بطرس في تسلسل مستمر متصل … (ولذلك) فإن البابا ممثل الله على ظهر الأرض يجب أن تكون له السيادة العليا والسلطان الأعظم على جميع المسيحيين، حكاماً كانوا أو محكومين".

3ـ الطغيان المالي: يستطيع المرء أن يقول دون أدنى مبالغة أن الأناجيل النصرانية لم تنهَ عن شئ نهيها عن اقتناء الثروة والمال، ولم تنفر من شئ تنفيرها من الحياة الدنيا وزخرفها، وجاءت القرون التالية فشهدت مفارقة عجيبة بين مفهوم الكنيسة عن الدنيا وبين واقع الكنيسة العملي، ونستطيع أن نلخص مظاهر الطغيان الكنسي في هذا المجال بما يلي:

* الأملاك الإقطاعية: يقول ول ديورانت: "أصبحت الكنيسة أكبر ملاك الأراضي وأكبر السادة الإقطاعيين في أوروبا، فقد كان دير "فلدا" مثلا، يمتلك (15000) قصر صغير، وكان دير "سانت جول" يملك ألفين من رقيق الأرض، وكان "الكوين فيتور" (أحد رجال الدين) سيدا" لعشرين ألف من أرقاء الأرض، وكان الملك هو الذي يعين رؤساء الأساقفة والأديرة … وكانوا يقسمون يمين الولاء كغيرهم من الملاك الإقطاعيين ويلقبون بالدوق والكونت وغيرها من الألقاب الإقطاعية … وهكذا أصبحت الكنيسة جزءاً من النظام الإقطاعي.

* الأوقاف: قال المصلح الكنسي "ويكلف" وهو من أوائل المصلحين: "إن الكنيسة تملك 3/1 أراضي إنجلترا وتأخذ الضرائب الباهظة من الباقي، وطالب بإلغاء هذه الأوقاف واتبع رجال الدين بأنهم "أتباع قياصرة لا أتباع الله".

* العشور: يقول ويلز: "وكانت الكنيسة تجبي الضرائب ولم يكن لها ممتلكات فسيحة ولا دخل عظيم من الرسوم فحسب، بل فرضت ضريبة العشور على رعاياها، وهي لم تدع إلى هذا الأمر بل طالبت به كحق".

* ضريبة السنة الأولى: لم تشبع الأوقاف والعشور نهم الكنيسة الجائع وجشعها البالغ بل فرض البابا حنا الثاني والعشرين "ضريبة السنة الأولي" وهى مجموعة الدخل السنوي الأول لوظيفة من الوظائف الدينية أو الإقطاعية، تُدفع للكنيسة بصفة إجبارية، وبذلك ضمنت الكنيسة مورداً مالياً جديداً.

* الهبات والعطايا: كانت الكنيسة تحظى بالكثير من الهبات التي يقدمها الأثرياء الإقطاعيون للتملق والرياء أو يهبها البعض بدافع الإحسان والصدقة، وقد ازدادت الهبات والعطايا بعد مهزلة صكوك الغفران إذ انهالت التبرعات على الكنيسة وتضخمت ثروات رجال الدين كما أسلفنا.

هذا ولا ننسى المواسم المقدسة والمهرجانات الكنسية التي كانت تدر الأموال الطائلة على رجال الكنيسة، فمثلاً "في سنة 1300م عقد مهرجان لليوبيل واجتمع له جمهور حاشد من الحجاج في روما بلغ من انهيال المال إلى خزائن البابوية أن ظل موظفان يجمعان بالمجاريف الهبات التي وضعت عند قبر القديس بطرس".

* العمل المجاني "السخرة": سبق القول بأن الكنيسة تملك الإقطاعيات برقيقها وأن بعض رجال الدين كان يملك الآلاف من الأرقاء، غير أن ذلك لم يقنع الكنيسة بل أرغمت أتباعها على العمل المجاني في حقولها وفي مشروعاتها، لا سيما بناء الكنائس والأضرحة، وكان على الناس أن يرضخوا لأوامرها ويعملون بالمجان لمصلحتها مدة محددة هي في الغالب يوماً واحداً في الأسبوع ولا ينالون مقابل ذلك جزاء"ً ولا شكوراً.

4ـ الصراع بين الكنيسة والعلم: بما أن الدين بصبغته الإلهية النقية لم يدخل المعركة، فإن الأصح أن نسمي ما حدث في الغرب صراعاً بين الكنيسة والعلم، وليس بين الدين والعلم. والصراع بين الكنيسة سيأتي الحديث عنه.

إعادة تقويم لمرحلة حكم الكنيسة

أقول في نقاط مختصرة:

1ـ كان التحالف بين الوثنية البدائية والنصرانية المُوثَنة ضرورة أملتها الظروف التاريخية في المجتمعات الأوروبية.

2ـ أن النصرانية لم تكن دين إلهي سماوي نقي من العقائد الوثنية والأهواء البشرية، ولكنه كان دين خليط من جميع المعتقدات والأفكار والفلسفات التي كانت منتشرة في ذلك الزمن.

3ـ الديانة النصرانية لا يوجد فيها تشريعات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو أخلاقية...إلخ، يمكن أن تكون نظام حياة ينظم علاقة الحاكم بالمحكوم، وعلاقة أفراد المجتمع بعضهم ببعض، وعلاقة المجتمع النصراني بغيره من المجتمعات الأخرى، ولكن الأناجيل النصرانية احتوت في معظمها على عرض متناقض لحياة وسيرة السيد المسيح عليه السلام منذ ولادته إلى أن توفاه الله تعالى ورفعه إليه. بالإضافة إلى بعض التعاليم والمواعظ عن السلام والمحبة والتسامح.

4ـ إذن الدين لم يكن يحكم في أوروبا في القرون الوسطى ولكن الذي كان يحكم هم البشر، رجال الكنيسة والأباطرة والأمراء والإقطاعيين، وقد كان نظام الحكم في أوروبا العصور الوسطى مقسم بين تلك الأطراف على النحو التالي:

* التنظيم الروحي: ويمثله رجال الدين ومجال عمله الكنائس والأديرة ووظيفته الوعظ والتوجيه للخلاص من "الخطيئة".

* التنظيم الزمني: وتمثله الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية وميدانه شؤون الحياة الدنيوية.

ذلك يعني أنه من الوجهة العلمية كان الفصل بين الدين والسياسة موجوداً بالفعل، أي أن هناك نوعاً من (العلمانية الموضوعية) كان يسود الحياة الأوروبية طيلة القرون الوسطى، وذلك أمر طبيعي ما دام الحكم بما أنزل الله غير نافذ في المجتمع.

النهضة العلمية والفكرية في أوروبا

تلك كانت حقيقة الأوضاع التي كانت عليها أوروبا في العصور الوسطى، وقد كانت الشعوب الأوروبية والملوك والأباطرة ورجال الدين الصغار يتحينون الفرصة لإعلان احتجاجهم والتمرد على سيطرة الكنيسة، لذلك لم تكد بوادر الاستنكار ضد تصرفات الكنيسة ولا سيما (صكوك الغفران) تبرز للعيان حتى انتهزها الملوك والأمراء فرصة سانحة لحماية الحركات المعارضة وتأجيج سعيرها، ولولا أن بعض المصلحين الكنسيين وجدوا الحماية والعطف من الأمراء والنبلاء لما نجوا من قبضة الكنيسة.

أما العوامل التي ساعدت في القضاء على استبداد الكنيسة وتسلطها على أتباعها فهي كثيرة، نذكر منها ما اعتدنا على قراءته في معظم الكتب التي تحدثت عن الصراع الذي دار في الغرب بين الكنيسة ورجال الفكر والعلم وبعض مَنْ يطلقون عليهم اسم (المصلحين الدينيين)، وعلى رأسهم مارتن لوثر:

1ـ تأثير العلوم والمعارف الإسلامية: عرفت أوروبا الطريق إلى النهضة بفضل مراكز الحضارة الإسلامية في الأندلس وصقلية وجنوب إيطالية التي كانت تشع نور العلم والمعرفة، وأيقظت العقل الأوروبي من سباته وأخذ يقتبس عن المسلمين طرائق البحث ومناهج التفكير التي تجعله يكد ويعمل في مجال اختصاصه دون وصاية ضاغطة. وقد ثارت ثائرة رجال الكنيسة على الذين يتلقون علوم الكفار (المسلمين)، ويعرضون عن التعاليم المقدسة فأعلنت حالة الطوارئ ضدهم وشكلت محاكم التفتيش في كل مكان تتصيدهم وتذيقهم صنوف النكال. وأصدرت منشورات بابوية جديدة تؤكد العقائد السابقة وتلعن وتحرم مخالفيها، وبذلك قامت المعركة على قدم وساق وأخذت تزداد سعاراً بمرور الأيام.

ويذكر بعض المؤرخين الغربيين: "أن الباباوات بعد أن وقفوا على شغف العالم الأوروبي بالثقافة العربية، سعوا إلى مقاومتها بشتى الطرق، لأنها تشكل خطرا على أوروبا ودينها .. فقد كان يترتب على الذين يريدون الوقوف على حضارة عصرهم أن يجيدوا اللغة العربية، وللعربية فلسفتها، وفلسفتها تناقض الإنجيل، وكان العرب قد سادوا العالم بالقرآن الكريم". ويصف (غابريلي) في كتابه "تراث الإسلام" حال أوروبا النصرانية آنذاك، بقوله: "لقد استعربت "المسيحية" بسرعة لغويا وثقافيا".

وقد اعترف كثير من مؤرخي الغرب ومستشرقيه بفضل الإسلام والمسلمين على العالم، وبفضل الحضارة الإسلامية على الإنسانية بما قدمته لها من نتاج فكري وحضاري ضخم. يقول (سيديو): "كان المسلمون في القرون الوسطى منفردون في العلم والفلسفة والفنون وقد نشروهما أينما حلت أقدامهم، وتسربت منهم إلى أوروبا، فكانوا هم سببا في نهضتها وارتقائها". ويذهب إلى أن المسلمين هم في واقع الأمر أساتذة أوروبا في جميع فروع المعرفة. ويقول المؤرخ الفرنسي الدكتور جوستاف لوبون: "إن العرب أنشئوا بسرعة حضارة جديدة كثيرة الاختلاف عن الحضارات التي ظهرت سابقاً". أما (ول ديورانت) صاحب كتاب "قصة الحضارة" فيقول عن سيادة الإسلام وتزعمه للعالم آنذاك: "لقد ظل الإسلام خمسة قرون على الأقل من عام 700م ـ 1200م يتزعم العالم كله في القوة والنظام، وبسطه الملك، وجميل الطباع والأخلاق، وفي ارتفاع مستوى الحياة والتشريع الإنساني هي الرحيم، والتسامح الديني، والبحث العلمي، والعلوم، والطب والفلسفة ...ألخ". والحضارة الغربية المعاصرة لم تُدَشن في مدن أوروبا كما يقول (محمد أسد): "ولكن الذي وضعه العرب كان أكثر من بحث لعلوم اليونان القديمة، لقد خلقوا لأنفسهم علما جديدا تام الجدة. لقد وجدوا طرائق جديدة للبحث، وعملوا على تحسينها، ثم هذا كله وصل بوسائط مختلفة إلى الغرب، ولسنا نبالغ إذا قلنا: "إن العصر العلمي الحديث الذي نعيش فيه لم يدشن في مدن أوروبا النصرانية، ولكن في المراكز الإسلامية في دمشق وبغداد والقاهرة وقرطبة". أما نيكسون فيقول: "... أما المكتشفات اليوم فلا تحسب شيئا مذكوراً إزاء ما نحن مدينون به للرواد العرب الذين كانوا مشعلاً وضّاءاً في القرون الوسطى المظلمة ولا سيما أوروبا ...".

2ـ النهضة العلمية الأوروبية: ومن النظريات التي لعبت دوراً في زعزعة ثقة الغربيين بالكنيسة:

* نظرية كوبرنيق (1543) الفلكية، فقبل هذه النظرية كانت الكنيسة تعتنق نظرية بطليموس التي تجعل الأرض مركز الكون وتقول أن الأجرام السماوية كافة تدور حولها. وقد قالت نظرية كوبرنيق بعكس ذلك. وقد أيدها "جردانو برونو" الذي أحرقته الكنيسة سنة 1600م. ثم "جاليلو" الذي تراجع عن موقفه خوفاً من الإعدام.

ولم يكد القرن السابع عشر يستهل حتى تبلور النزاع واتخذ شكلاً جديداً: فقد أصبح النزاع بين النص الذي تعتمد عليه الكنيسة وحججها الواهية وبين العقل والنظر الذي استند إليه أصحاب النظريات الجديدة. ولم يجرؤ دعاة المذهب العقلي (ديكارت) أول الأمر على إنكار الوحي بالكلية، بل جعلوا لكل من الطرفين دائرة خاصة يعمل فيها مستقلاً عن الآخر.

* نظرية الجاذبية الأرضية لإسحاق نيوتن (1642)، التي جاءت مؤيدة بقانون رياضي مطرد أبهرت عقول الفئات المثقفة واتخذها أعداء الدين سلاحاً قوياً حتى لقد سميت "الثورة النيوتونية ". ولا شك أن نظرية نيوتن من أعظم النظريات العلمية أثراً في الحياة الأوروبية، فإليها يعزى الفضل الأكبر في نجاح كل من المذهب العقلي والمذهب الطبيعي. كما أن مذهب الإيمان بإله مع إنكار الوحي، والإلحاد ذاته مدينان لهذه النظرية من قريب أو بعيد، على أن هذه الآثار لم تظهر إلا فيما بعد.

* نظرية دارون التي نشرها عام 1859م (النشوء والارتقاء)، كان العلم النيوتنى قد ألقي في روع أعداء الكنيسة إمكان تفسير الظواهر الطبيعية (ميكانيكياً) أي دون الحاجة إلى مدبر، لذلك تركز الصراع على إيجاد فكرة عن الحياة تقوم على قانون ميكانيكي كقانون نيوتن في الفلك. وقد استطاع داروين العثور على ذلك القانون المزعوم من طريق بعيد عن مجال الحياة والأحياء، إذ استوحاه من علم آخر هو (علم دراسة السكان) ومن نظرية (مالتوس) بالذات، فقد استنتج من إفناء الطبيعة للضعفاء لمصلحة بقاء الأقوياء، كما توهم مالتوس، قانونه في التطور المسمى "الانتقاء (أو الانتخاب) الطبيعي وبقاء الأنسب"

وقد مهدت نظرية دارون إلى انهيار العقيدة الدينية، ونشر الإلحاد في أوروبا، وقد قال عنها أحد العلماء الغربيين "بأنها أبوها الكفر وأمها القذارة". ويقول (وليم جيمس) عن الأثر الداروينى في الأخلاق: "إن فلسفة النشوء والارتقاء قد ألغت المعايير الأخلاقية التي سبقتها كلها لأنها رأتها معايير ذاتية شخصية وقدمت لنا بدلها معياراً أخر نتعرف به على الخير من الشر وبما أن المعايير السابقة معايير نسبية فهي مدعاة للقلق والاضطراب وأما هذا المعيار الذي ارتضوه وهو أن الحسن ما قدر له أن يبقى يظهر ويبقى فهو معيار موضوعي محدد".

3ـ حركات الإصلاح الديني: معلوم أنه قامت عدة ثورات وحركات إصلاح دينية ضد الكنيسة ومفاهيمها الضالة الباطلة لم يكتب لها النجاح، وذلك نتيجة تحالف الإقطاعيين مع الكنيسة ضدها. وهناك حقيقة ينبغي ألا تغيب عن أذهاننا وهي أن تلك الثورات لم تكن تمرداً على الكنيسة لأنها كنيسة بل لأنها "مالك إقطاعي". يقول ويلز "كانت ثورة الشعب على الكنيسة دينية …فلم يكن اعتراضهم على قوة الكنيسة بل على مساوئها ونواحي الضعف فيها وكانت حركات تمردهم على الكنيسة حركات لا يقصد بها الفكاك من الرقابة بل طلب رقابة دينية أتم وأوفي … وقد اعترضوا على البابا لا لأنه الرأس الديني للعالم المسيحي بل لأنه لم يكن كذلك أي لأنه كان أميراً ثرياً دنيوياً بينما كان يجب أن يكون قائدهم الروحي".

ولكن من الحركات التي كُتب لها النجاح (حركة مارتن لوثر وكالفن) وأمثالهم، وقد كان من أخطر نتائج تلك الحركات وخاصة حركة مارتن لوثر:

أـ أنها حطمت الوحدة الشكلية للعالم الغربي النصراني، وأضعفت السلطة الكنيسة المركزية بكثرة ما أحدثته من مذاهب وفرق لا حصر لها.

ب ـ وضع الأساس الأول والرئيس لنشوء الدول القومية في أوروبا على أساس اللغة والعرق.

ج ـ إحداث انشقاق ثاني في الكنيسة الغربية أدى إلى ظهور مذهباً دينيا نصرانياً جديداً كان سبباً في تدمير أمتنا وضياع فلسطيننا وهو المذهب البروتستانتي.

د ـ ساعدت على نشوء الطبقة البرجوازية في أوروبا، التي دعمت حركات الخروج على الكنيسة والثورة ضد الإقطاع.

هـ أدت في النهاية إلى عودة العلمانية اللادينية الإغريقية ـ الرومانية إلى الحياة الأوروبية بأبشع صورها.

4ـ نشوء الطبقة البرجوازية: لقد أحدثت حركة لوثر وكالفن تحولات ظاهرة في الحياة الأوروبية، وظهرت "الطبقة البرجوازية" مستندة إلى أقوال "لوثر وكالفن"، ومستفيدة من ثمار التقدم العلمي التجريبي وظل دور هذه الطبقة محدوداً حتى بدأ ما يسمى "الثورة الصناعية"، حيث بدأ المصنع يستأثر بما كان للأرض من قيمة ونفوذ واشتد التنافس بين رجال الصناعة في المدن والملاك الزراعيين في إقطاعيات الأرياف.

وهذا التحول بالإضافة أدى إلى تخلخل المجتمع الأوروبي وتغيير بعض ملامحه الثابتة، فابتدأت المدن الأوروبية في النمو وظهرت الطبقة الوسطى "البورجوازية"، فظهر منافس قوي للإقطاعيين يتمثل في طبقة تجار المدن البورجوازيين الذين كانوا بمثابة الطلائع للرأسماليين الكبار. وإلى جانب ذلك كان ظهور الورق والمطابع العامل الفعال في نشر اليقظة الشعبية ضد تحالف الكنيسة والإقطاع وتوسيع ميدانها.

ولكن بظهور الآلات ذات القوى المحركة أصبح واضحاً أن المنافسة الصناعية الحرة لم تؤد إلى النتيجة التي كان يتوقعها الاقتصاديون والفلاسفة السياسيون، فقد كانت الأرباح تعود على أصحاب الصناعة والآلات وحدهم، ونهضت الآلات بأكبر عبء من العمل فامتلأت البلاد بالعمال العاطلين، ووجد أصحاب المصانع الأحرار أن ذلك فرصة لتخفيف الأجور وإطالة ساعات العمل. وتسارعت التحولات في المجتمعات الغربية.

5ـ الثورة الفرنسية: كل تلك التحولات آذنت بهبوب رياح التغيير على القارة وأنذرت بافتتاح عصر جديد مغاير للماضي في قيمه وتصوراته وأوضاعه، وكانت أحوال فرنسا الثقافية والاجتماعية تؤلها لافتتاح ذلك العصر. فكانت الثورة الفرنسية عام 1789م. وتمخضت الثورة عن نتائج بالغة الأهمية، فقد ولدت أول مرة في تاريخ أوروبا المسيحية دولة جمهورية لا دينية، تقوم فلسفتها على الحكم باسم الشعب "وليس باسم الله "، وعلى حرية التدين بدلاً من الكثلكة، وعلى الحرية الشخصية بدلاً من التقيد بالأخلاق الدينية، وعلى دستور وضعي بدلا من قرارات الكنيسة.

وكان نجاح الثورة الفرنسية حافزاً قوياً لبقية الشعوب الأوروبية، فاندلعت الثورات المتتابعة وارتفعت صرخات المفكرين ممن يسمون "دعاة الحرية" منددين بالمساوئ التي يعج بها المجتمع، والقيود التي يرزح الفرد تحت نيرها. وكان هنالك – بطبيعة الحال – فئة واحدة فقط تدرك النهاية الحقيقية والمغزى العميق للعملية، هذه الفئة هي طبقة "الرأسمالية" الذين يمثلون الخلاصة المتطورة للطبقة البرجوازية. وغني عن البيان القول بأن الرؤوس البارزة في هذه الطبقة هم "المرابون اليهود".

نشوء العلمانية السافرة

وتوالت الأحداث وتعددت الآراء والنظريات والفلسفات اللادينية وخاصة في القرن التاسع عشر، وعلى الرغم من أن نظرية دارون أجهزت على (النصرانية الرسمية)، وأفسحت الطريق لإبعاد الدين بصفة نهائية من التأثير في حياة الغربيين، ومهدت لرفضه رفضاً باتاً حتى في صورته الوجدانية المجردة، إلا أنها تعيد أوروبا إلى العلمانية اللادينية الإغريقية ـ الرومانية. ولكنها بالاشتراك مع نظرية ميكافيللي في السياسة التي عبر عنها في كتابه (الأمير)،أصبحت العلمانية اللادينية هي النظام المسيطر في الغرب كله. فقد (نيقولا مكيافيللي) الذي أطلق عليه لقب "أول المحدثين"، أول من تبنى دعوة علمانية ذاتية في العصور الوسطى، ودعا بصراحة إلى استبعاد الدين وعزله عن جانب مهم من جوانب الحياة، وهو السياسة.

وانطلاقاً من ذلك وجد علم السياسة الحديث بغيته المنشودة في كتابه "الأمير" الذي نشره قرابة عام 1513م، الذي شكل مصدر الإلهام في العصر الحديث بالنسبة للحكام والمفكرين السياسيين على حد سواء. والميكافيلية باعتبارها منهجاً عملياً للحكم تقوم كما رسمها واضعها في "الأمير" على ثلاثة أسس متلازمة مستمدة من تصور لاديني صرف هي:

1-الاعتقاد بأن الإنسان شرير بطبعه وأن رغبته في الخير مصطنعة يفتعلها لتحقيق غرض نفعي بحت ، وما دامت تلك هي طبيعته المتأصلة فلا حرج عليه ولا لوم إذا انساق وراءها.

2-الفصل التام بين السياسة وبين الدين والأخلاق، فقد رسم ميكافيللي للسياسة دائرة خاصة مستقلة بمعاييرها وأحكامها وسلوكها عن دائرة الدين والأخلاق، "وفرق ميكافيللي" تمام التفريق بين دراسة السياسة ودراسة الشؤون الأخلاقية وأكد عدم وجود أي رابط بينهما".

3- إن الغاية تبرر الوسيلة: وهذه هي القاعدة العملية التي وضعها ميكافيللي بديلاً عن القواعد الدينية والأخلاقية. فالمعيار الذي تقاس به صلاحية الوسيلة أو عدمها ليس معياراً موضوعياً بل هو معيار ذاتي شخصي، وللسياسي وحده الحق في الحكم بصحة أي لون من ألوان السلوك أو خطئه وبطلانه.

وقد أصبحت المعادلة الجديدة في العرب تقوم على أساس أن:

الميكافيللية تقول: إن الحق هو القوة!.

والداروينية تقول: إن الوجود هو القوة.

والداروينية نظرية علمية إذن فلتكن الميكافيللية كذلك.

والذي شجع على الإيمان بصحة تلك المعادلة، هو: أن الحياة الأوروبية شهدت في تلك الفترة انهيار نظام اجتماعي وقيام نظام آخر محله. فقد انهار الإقطاع وولدت الرأسمالية. كما أن السياسة – في ذلك القرن – ارتبطت بالاقتصاد ارتباطاً قوياً فازدادت بعداً عن الدين والمؤثرات الدينية.

وهكذا عادت الأمور في الغرب إلى طبيعتها الوثنية الأولى، وإلى أُصول ديانتها الوثنية البدائية، ولم يعد الغرب ملحداً ولا كافراً بكل فكرة دينية كما يتصور الكثيرين، ولكن الغرب عاد إلى وثنيته التي كان عليها قبل تدخل الباباوات ورجال الدين باسم الحق الإلهي في حياة الإنسان الغربي، وتنغيص حياته عليه، وفرض جدار حديدي سميك من الجهل والتخلف والخرافات عليه باسم الدين.

العلمانية مفهومية دينية..؟!

بقي أن نطرح سؤال ونحاول الإجابة عليه:

هل يمكن أن تكون العلمانية والأفكار اللادينية، دين؟!

للإجابة على هذا السؤال لا بد لنا من:

تعريف الدين في المجتمعات الغربية

يقصد بالدين في مدارس العلوم الاجتماعية وتاريخ الأديان في الغرب، أنه: ظاهرة اجتماعية لها جانبان، هما: جانب نفسي "حالة التدين"، وجانب موضوعي خارجي، وهذا يتضمن العادات والشعائر والمباني والمعابد والروايات المأثورة والمعتقدات والمبادئ التي تدين بها أمة أو شعب أو مجتمع ما. والدين في اللغات الأوروبية (religion)، يرجع إلى أصله اللاتيني الذي يتكون من مقطعين (re) الذي يفيد الإعادة والتكرار، و (ligion) الذي أصله ( legere) ومعناها الجمع والربط. فالدين في أصله اللاتيني الذي ترجع إليه اللغات الأوروبية يفيد معنى الربط والجمع المتكرر مرة بعد مرة.

وكأن اللغة اللاتينية تشير إلى أن مهمة الدين تكون في تحقيق الربط والجمع بين أتباعه. وهذا المعنى نجده في تعريفات العلماء الغربيين، الذين يجنحون إلى التركيز على وظيفة الدين أكثر من التركيز على حقيقة الدين ذاته. لأننا إذا ما استثنينا العقلانيين ومفكرو ما بعد الحداثة، يمكننا إجمال المفهوم الغربي للدين: بأنه "وحدة الربط الميتافيزيقية بين الإنسان والعالم". أما الدور الوظيفي للدين في المجتمعات الغربية؛ فإنه كما يقول كاسيرر: "يؤدي وظيفة نظرية وعملية لأنه يحتوي نظرة كونية وأُخرى إنثروبولوجية، فهو يجيب على السؤال عن أصل العالم وعن أصل المجتمع الإنساني".

لذلك يرى مالك بن نبي أن الدين هو التعبير التاريخي والاجتماعي عن التجارب المتكررة خلال القرون، ويُعد في منطق الطبيعة أساس جميع التغيرات الإنسانية الكبرى، ولأننا لا نستطيع تناول الواقع الإنساني من زاوية المادة فحسب، فإن الفكرة الدينية لا تعتبر نسقاً من الأفكار الغيبية فقط، ولا تقتصر على الدين السماوي فقط، بل هي قانون يحكم فكر الإنسان، ويوجه بصره نحو أُفق أوسع، ويروض الطاقة الحيوية للإنسان، ويجعلها مخصصة للحضارة. وعلى ذلك فالإصلاح الديني ضرورة باعتباره نقطة في كل تغيير اجتماعي".

كما يرى أن دور الدين الاجتماعي منحصر في أنه "يقوم بتركيب" يهدف إلى "تشكيل قيم"، تمر في الحالة الطبيعية إلى وضع نفسي زمني، ينطبق على مرحلة معينة للحضارة. وبذلك يصبح دور الدين الاجتماعي منحصراً في أنه يقوم بتشكيل قيم المجتمع وحركته عندما يُعبر عن فكرة جماعية". أي بدون الدين لا يمكن أن يكون هناك ناتج حضاري. فالدين إذن هو "مُرَكَب" القيم الاجتماعية، وهو يقوم بهذا الدور في حالته الناشئة، حالة انتشاره وحركته، عندما يعبر عن فكرة جماعية.

لذلك يجد دارسي تاريخ الأديان في الغرب صعوبة في الفصل بين مفهوم الدين ودوره الاجتماعي، فالدين يقوم بدور الربط بين أفراد المجتمع حول فكرة معينة، أو أفكار، أو اتجاهات، أو أي عقيدة أيديولوجية تجمع بين أفراد أمة من الأمم.

وقد اعتبر أرنولد توينبي أن انتصار العلم على الدين انتصاراً ساحقاً يشكل كارثة على العلم والدين معاً، وأن أخطر كارثة يواجهها العالم اليوم هي أن الجماهير ـ وخصوصاً الغربية ـ قد استعاضت عن الفراغ الديني بأيديولوجيات لا تفترق عن الأديان البدائية من حيث وثنيتها حيث عبادة الذات وإن تسترت تحت ستار القومية أو الاشتراكية ـ متمثلة في تأليه الدولة أو الحاكم.

لذلك اعتبر يوسف الحوراني: أن الأفكار العلمية المعاصرة هي نوع من معطيات شبه دينية لعقائد جديدة في فهم العالم. معتبراً أن العقائد القومية والاجتماعية والسياسية، التي لا تزال تعيش في عصرنا وتخضع لعلاقات وروابط مثالية أو ميتا فيزيقية لا تخرج عن كونها مظهراً جديداً من مظاهر الدين رافق تطور المجتمع من بدئه حتى الآن، والذي لا يخرج عن كونه حساً إنسانياً يتخذ أشكالاً مختلفة تختلف بين زمن وآخر، وبين أمة وأُخرى.

ذلك لم يفت مالك بن نبي وهو يُشرح الحضارة الغربية ويشخص أمراضها، ويبرز خصائصها المُمَيِزة لها، حيث أشار إلى الأفكار اللادينية التي سادت الغرب بعد ضعف واضمحلال سيطرة وهيمنة الكنيسة والفكر الديني النصراني، معتبراً إياها "مفهومية دينية" في حقيقتها، حيث يرى "أن الفكرة الدينية لا تقوم بدورها الاجتماعي إلا بقدر ما تكون متمسكة بقيمتها الغيبية ... أي بقدر ما تكون معبرة عن نظرتنا إلى ما بعد الأشياء الأرضية"، وعندما تُفقد هذه القيمة الغيبية، فإنها تترك مكانها، أو تعمل بواسطة بديلاتها اللادينية نفسها، وعلى ذلك فأي مفهومية تطرح نفسها بديلاً عن المفهومية الدينية، هي دين، وهذا ما يحدث في الغرب فالمادية مفهومية دينية في حقيقتها حينما تطرح نفسها بديلاً للدين.

ولمعرفة الدور الفعال للفكرة الدينية في إنشاء الحضارات، علينا أن نتتبعه من خلال تتبع ذلك "الاطراد بين الفرد والفكرة الدينية التي تبعث الحركة والنشاط" ذلك لأن الفكرة الدينية تشترط سلوك الفرد، فتخلق بذلك في قلوب المجتمع بحكم غائية معينة ـ تتجلى هذه (الغائية) في مفهوم (آخرة) وتتحقق تاريخاً في صورة حضارة، وذلك بمنحها إياها الوعي بهدف معين، تصبح معه الحياة ذات دلالة ومعنى، وهي حينما تمكن لهدف من جيل إلى جيل ومن طبقة إلى أُخرى، فإنها حينئذ تكون قد مكنت لبقاء المجتمع ودوامه، وذلك بتثبيتها وضمانها لاستمرار الحضارة.

ذلك هو معنى ومفهوم الدين والدور الذي لعبه في تشكيل المجتمعات الغربية وما زال يلعبه إلى اليوم، وبعدان استكمل الاستاذ/مصطفى انشاصي محاضرتة عقب علية الاستاذالدكتور/حمودالعودي نظرا لاعتذارالاستاذ/قايدالطيري عن تقديم ورقتة كونة كان من المقرران تقدم ورقتان في هذة الفعالية وردالدكتورالعودي رد كونة عالم اجتماع شاكرا للباحث السردالتاريخي لنشاة العلمانية وموضحاالنشاة التاريخية بسردعلمي اجتماعي وقد اثريت المحاضرة بالعديدمن المداخلات القيمة حضرهذة الفعالية السفيرالسابق/عبدالرب علوان والدكتور/عبدالاله ابوغانم وعددمن الباحثين والمهتمين واعلن الاستاذ/سميرمريط القائم باعمال المديرالتنفيذي لمركزدال ان الفعالية القادمة ستكون عن الاوضاع الراهنة التي يمربها اليمن وسيتحدث فيها الاستاذالسفير/عبدالرب علوان